فصل جديد من مراجعة واشنطن لسياستها في سوريا كشفته، هذه المرة، صحيفة «تايمز»، أمس. الصحيفة البريطانية قالت إنّ اجتماعاً عقد منذ أيام في واشنطن ضمّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية ديفيد بترايوس ومسؤولين استخباريين من دول عربية وأجنبية لمناقشة «الانتشار الإرهابي» المتزايد في سوريا.
وأضافت «تايمز» أنّ كيري محبط من فشل السياسة الأميركية في سوريا، «إلى درجة أنه يعيد سراً دراسة مخطشط لتسليح المعارضة» قدّمه بترايوس قبل تسعة عشر شهراً. وأشارت إلى أنّ رئيس الاستخبارات البريطانية التقى نظراء له في واشنطن الأسبوع الماضي لمناقشة الانتشار الإرهابي في سوريا. وأوضحت: «مسؤولون استخباريون من الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، المانيا، تركيا، السعودية، قطر، الامارات، ودول أخرى، التقوا لمحاولة تنسيق العمليات المستقبلية».
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن من غير المقبول على الإطلاق الحكم بالفشل على مؤتمر «جنيف 2» والتحول إلى السيناريو العسكري في سوريا.
وقال، في مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي صباح خالد الحمد الصباح، إنّ «الجميع يتحدثون عن عدم وجود حل عسكري، لكن على هذه الخلفية تتزايد المحاولات الرامية إلى الحكم بالفشل على جنيف 2، وذلك يشير إلى أن البعض يُعدّ لاستخدام القوة». وأعلن وزير الخارجية الروسي أنّ الغرب يطرح تفسيراً سطحياً غير مقبول لوجود الإرهابيين في سوريا، مشيراً إلى أنّ سبب وجود الإرهابيين، وفقاً للتفسير الغربي، يعود إلى عدم رغبة النظام السوري في التخلي عن السلطة. وحذّر لافروف من خطورة هذا المنطق، مؤكداً أنّ ذلك يمثّل محاولة وضع مصالح الغرب السياسية أعلى من مصالح السوريين وغيرهم من شعوب المنطقة.
في موازاة ذلك، قالت روسيا وبريطانيا وفرنسا، أمس، إنّ قراراً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتعزيز دخول المساعدات الإنسانية في سوريا يمكن أن يصدر خلال أيام، لكن موسكو حذّرت من محاولات «لتسييس» المسألة. ورفضت موسكو في البداية مسودة قرار يحظى بدعم غربي وعربي، واصفة إيّاه بأنه محاولة ظالمة لتحميل دمشق المسؤولية عن أزمة المساعدات في سوريا.
وطرحت روسيا مسودة أخرى، وأضافت أستراليا والأردن ولوكسمبورغ بعد ذلك بعض الاقتراحات الروسية في مسودتها التي أصبحت أساساً للمفاوضات. لكن دبلوماسيين غربيين يقولون إنّه لا تزال هناك نقاط خلاف رئيسية عدة مع موسكو. وأضافوا أنّ من بين تلك النقاط تهديداً بدراسة فرض عقوبات على من يعرقلون تسليم المساعدات ومطلباً برفع القيود على وصول المساعدات الانسانية عبر الحدود، وكيف سيصف القرار الصراع والأسلحة التي تستخدم فيه.
ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله: «إذا لم يسع أحد في مجلس الأمن الى تسييس هذه القضية ودعم توجهات أحادية الجانب، فأنا واثق من أننا سنتمكن من التوصل إلى قرار خلال الأيام المقبلة».
بدوره، قال مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، جيرار آرو، «أعتقد أننا سنذهب إلى التصويت في نهاية الأسبوع. بقيت ثلاث نقاط فقط يتعيّن حلها، ومن ثم سيتمّ اتخاذ قرار سريعاً»، رافضاً الإدلاء بتفاصيل بشأن تلك النقاط.
كذلك، أشار مندوب بريطانيا، مارك ليال، إلى أنّه يعتقد «أنّه سيكون بوسعنا التصويت هذا الأسبوع... هذا ما ننوي عمله بالتأكيد».
إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن نسيركي، إنّ بان كي مون ليس عليه الاعتذار إلى الشعب السوري عن حالة الجمود التي شهدتها جولتا المحادثات في جنيف. وأضاف المتحدث الرسمي، في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة، أنّ الأمين العام يدرك جيداً أنّ «محادثات جنيف عملية طويلة وستستغرق وقتاً، وأنها ليست مجرد حدث يقع في يوم وينتهي، بل هي عملية طويلة، وسوف نستمر في دفعها إلى الأمام». وأكد نسيركي أنّ مهمة الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي تتلقى دعماً ثابتاً من قبل العاصمتين الروسية والأميركية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)