هدّد «المجلس العسكري الانتقالي» السوداني بأنه قد «يتراجع كلياً» عما اتفق عليه مسبقاً مع «قوى الحرية والتغيير»، في ظل أنه لا توجد اتفاقات مكتوبة بل تفاهمات، مضيفاً بما معناه أن الوسيط الأفريقي والإثيوبي كانا يعملان من دون توافق، ولذلك «طلبنا منهما توحيد الرؤى». جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده المتحدث باسم المجلس، شمس الدين كباشي، في وقت متأخر مساء أمس. وقال كباشي إن «السعودية والإمارات لم ولن تمليا علينا شروطاً»، بل «هم يقدمون مساعدتهم إلى الشعب السوداني، مطالباً الوسطاء بتقديم «ورقة مشتركة»، بعدما شدد على أنه لا «لاتصالات مباشرة مع قوى الحرية والتغيير»، بل عبر وسطاء.في المقابل، قالت «الحرية والتغيير» إن الوسيط الإثيوبي لم يبلغهم رد «العسكري» على مبادرته‎ رغم اجتماعهم مع الوسيط أول من أمس السبت، وإبلاغه الموافقة على مقترحاته مع إبداء بعض الملاحظات. ووفق مصادر مقرّبة من القوى، حملت المبادرة الإثيوبية مقترحاً بمنح المدنيين سبعة مقاعد ومثلها للعسكريين في «مجلس السيادة»، إلى جانب شخص ثامن «محايد» يختاره الطرفان، على أن تكون الرئاسة دورية. وكانت المعارضة قد اتهمت «العسكري» بـ«قطع الطريق أمام مبادرة الوساطة»، بعدما أعلن نائب رئيس المجلس، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أنهم لن يقبلوا حصول «قوى التغيير» على 67% من مقاعد «المجلس التشريعي» (مقترح للمرحلة الانتقالية) حتى «لا تفرض رأيها».
شهدت أم درمان وكسلا تظاهرات خرج فيها المئات مساء أمس


ميدانياً، شهدت مدينتا أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم، وكسلا (شرق) مظاهرات ليلية مساء أمس للضغط على «العسكري» لتسليم السلطة لحكومة مدنية. يأتي ذلك بعد يوم من فض السلطات الأمنية ندوات جماهيرية لقوى «الحرية والتغيير» في العاصمة وأم درمان، حيث أوقفت مجموعة من القائمين عليها.
على صعيد متصل، قررت السلطات تأجيل بداية العام الدراسي حتى السابع من تموز/يوليو المقبل بدلاً من الثلاثين من الشهر الجاري، وذلك «لتمكين العائلات من ترتيب أوضاعها»، كما جاء على «وكالة السودان للأنباء»، في وقت أمرت فيه محكمة سودانية أمس، السلطات، بإعادة خدمة الإنترنت بعد انقطاعها بأوامر من «العسكري» عقب المجزرة الأخيرة بحق المتظاهرين في الثالث من الشهر الجاري. مع ذلك، يمكن للسلطات استئناف الحكم لدى «المحكمة العليا»، علماً أن كباشي قال مطلع الشهر إن «مواقع التواصل الاجتماعي تمثل تهديداً للأمن القومي ولن نسمح بإعادتها».
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)