خرق التهدئة يعكس الجو السلبي الذي يشوب العلاقة الروسية ــ التركية في شأن إدلب
التطور اللافت، أي تكرار استهداف القوات التركية، ترافق مع انفلات التصعيد بشكل ينعى الهدنة المفترضة. فلا القذائف التي تطلقها الفصائل المسلّحة توقفت، وكان آخرها تلك التي استهدفت بلدتَي الوضيحي و الحاضر في ريف حلب الجنوبي بعشرات القذائف ليل أمس، ما أسفر عن استشهاد عشرة وإصابة آخرين بجروح. ولا استهداف الجيش المدفعي والجوي لمواقع داخل «جيب إدلب» تقلّص. كما لم تغب الاشتباكات على خطوط التماس عن أجواء هذه «الهدنة»؛ إذ شهد أول من أمس معركة عنيفة على محور تل ملح والجبين في ريف حماة الشمالي، إثر هجوم للجيش على نقاط الفصائل في البلدتين. وعلى رغم دخول وحدات الجيش إلى النقطتين خلال موجة الهجوم الأولى، إلا أنها لم تتمكن من التثبيت هناك، ما اضطرها إلى الانسحاب خلال وقت قصير، لتعود خريطة السيطرة إلى ما كانت عليه قبل انطلاق المعركة.
خرق التهدئة من جهة، واستهداف النقاط التركية من جهة أخرى، يعكسان الجو السلبي الذي يشوب العلاقة الروسية ـــ التركية في شأن إدلب، برغم التواصل المستمر بين الطرفين. ولا يمكن عزل ما يجري على الأرض عن التصريحات التي خرجت من موسكو أخيراً، وتحديداً على لسان الرئيس فلاديمير بوتين، والتي تؤكد استمرار دعم الجانب السوري في حربه ضد الإرهاب، بما يشمل إنهاء التنظيمات الإرهابية في إدلب ومحيطها. كذلك، بدا الافتراق واضحاً في المواقف، عبر تقاذف الطرفين المسؤولية عن إيقاف التصعيد، وتطبيق «اتفاق سوتشي». ولا يمكن إغفال تحييد الأضواء عن «المسار السياسي» المتمثل بملف «اللجنة الدستورية» خلال الفترة الماضية، لكونه يرتبط بشكل عضويّ بعلاقة موسكو ــــ أنقرة في شأن إدلب، وهو ما سيكون حاضراً بقوّة على طاولة محادثات «أستانا» المقبلة.