في نقلٍ للتصعيد إلى مرحلة متقدمة، وفي تحدٍّ واضح ومستفز للجيش والسلطات المصرية، حذّر الجيش الإثيوبي أمس من أنه جاهز لدفع «الثمن من أجل الحفاظ على مشروع سد النهضة»، باعتباره «مشروعاً قومياً، وأحد أهم مكتسبات الشعب الإثيوبي».
ويُشكّل هذا التهديد العسكري سابقة خطيرة من شأنها زيادة توتير العلاقات المتدهورة أصلاً بين القاهرة وأديس أبابا على خلفية إصرار الأخيرة على بناء السد دون مراعاة للمخاطر التي قد يجلبها ذلك على الأمن القومي المصري.
وفي أول زيارة لعدد من قادة القوات الجوية وقوات أخرى في الجيش الإثيوبي لموقع بناء السد، قال هؤلاء القادة إن «العمل يجري في مشروع سد نهضة إثيوبيا بوتيرة سريعة أكثر مما تناقلته وسائل الإعلام»، واصفين الزيارة لموقع المشروع بـ«التاريخية».
ولم تصدر على الفور تعليقات مصرية رسمية على التهديد الإثيوبي، لكن وزير الري الأسبق محمد نصر الدين علام، رأى أن التصريحات الإثيوبية بشأن جاهزيتهم للدفاع عن السد «تنم عن عصبية شديدة نابعة من الخطوات المصرية الجادة في الاتجاه الصحيح، وإن جاءت متأخرة».
من جهته، قال رئيس وحدة السودان وحوض النيل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية هاني رسلان «إن تصريحات الجانب الإثيوبي مستفزة، لأنه حتى الآن لم يخرج أي تصريح رسمي بالتدخل العسكري في قضية سد النهضة»، مشيراً إلى أن تصريحات القادة الإثيوبيين «محاولة للخداع والمناورة والتدليس».
وفي غضون ذلك، رجح مسؤولون أمنيون مصريون احتمال أن يكون انتحاري وراء تفجير طابا الذي استهدف سياحاً، فيما عُدّ تطوراً نوعياً للعمليات التي تقوم بها جماعات جهادية متشددة اعتادت استهداف قوات الأمن منذ عزل الرئيس محمد مرسي في 3 تموز الماضي.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية أحمد كامل، أن «هناك ثلاث جثث وأشلاء» نقلت من مكان الحادث إلى المشرحة في شرم الشيخ، وأنه «لا يمكن تحديد ما إذا كانت هذه الأشلاء لشخص أو شخصين إلا بعد أن يقوم الطب الشرعي بفحصها».
وترافق ذلك الترجيح مع إعلان جماعة أنصار بيت المقدس، مسؤوليتها عن التفجير، ممهلة السياح 4 أيام للخروج من مصر قبل أن يُستهدَفوا.
وقالت الجماعة في تغريدتين لها على موقع «تويتر» الإلكتروني: «كما وعدنا أن القادم أمر، فقد تم بفضل الله ثم المجاهدين استهداف الحافلة بطابا وتفجيرها»، متوعدةً بأنها ستستهدف قادة مصر واقتصادها بالسياحة والغاز.
من جهتهما، أدان التحالف الوطني لدعم الشرعية وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لـ«الإخوان» استهداف الحافلة السياحية في مدينة طابا في لهجة لا تخلو من الشماتة.
وقال عضو المكتب التنفيذي للحزب إن «هذا الحادث إرهابي ولا يمكن أن يأتي بالخير لمصر»، متسائلاً: «لماذا لم تُفلح القبضة الأمنية في وقف هذه العمليات الإرهابية؟!».
بدورها، أدانت الأمم المتحدة بشدة التفجير، وذكر بيان للناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن الأخير «قدم تعازيه القلبية لعائلات الضحايا ولحكومتي مصر وكوريا»، داعياً إلى «تقديم المتورطين في الهجوم الإرهابي للعدالة».
سياسياً، قالت مصادر رئاسية في مصر إن اللجنة القانونية المعنية بإعداد قانون الانتخابات الرئاسية المرتقبة، حصنت اللجنة المشرفة على الانتخابات ضد الطعن في قراراتها، في مشروع القانون الذي أحيل على مجلس الدولة لدراسته.
إلى ذلك، كشف رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات والمعلومات هشام جنينه عن وجود تقرير يشمل نحو 10 مخالفات في مؤسسة الرئاسة في عهد مرسي، موضحاً أنّ «أمام مؤسسة الرئاسة بحد أقصى شهراً للرد على ملاحظات الجهاز قبل اتخاذ أي إجراء قانوني حيال تلك المخالفات».
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب، رويترز)