غزة | دخلت تفاهمات التهدئة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي حيّز التنفيذ أمس، مع وصول المندوب القطري إلى فلسطين، محمد العمادي، قطاعَ غزة، حاملاً معه ــــ بعد تأخير ومماطلة ــــ أموال المنحة المالية التي ستُدفع لآلاف الأسر الفقيرة في القطاع. وقال مصدر في حركة «حماس»، لـ«الأخبار»، إن الحركة أبدت للوسطاء «ارتياحاً بعد إدخال الأموال، وهو ما سيسهم في استمرار حالة الهدوء»، مستدركاً بـ«(أننا) نقلنا (عبر الوسطاء) أن المنحة ليست كل التفاهمات التي يجب تنفيذها بصورة عاجلة، لأن البنود تشمل ملف الأسرى الذين لا يزال الاحتلال يتلكّأ في تنفيذ الاتفاق الأخير معهم، ما يهدد بتفجّر الأوضاع مجدداً». وأضاف المصدر أن الوسطاء نقلوا «طمأنة إسرائيلية فحواها تنفيذ جميع بنود التفاهمات قريباً، بما في ذلك مشاريع الكهرباء والبنية التحتية والتشغيل المؤقت، بالإضافة إلى البنود التي اتُفق عليها حول ملف الأسرى».وبالتزامن مع وصول العمادي، وصل أيضاً إلى القطاع منسق الأمم المتحدة الخاص لـ«عملية السلام» في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، الذي أثارت تصريحاته الكثير من الشكوك، بعدما ربط البدء بتنفيذ المشاريع الدولية باستمرار الهدوء خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة، وهي المدة التي يريدها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لتمرير احتفال الأغنية الأوروبية (يورو فيجن) وتأليف الحكومة الجديدة. وقال ميلادينوف: «لو تم الحفاظ على الهدوء الآن لأسبوعين أو ثلاثة، فسنستطيع التقدم في المشاريع البعيدة المدى التي خططنا لها»، مشيراً خلال زيارته مجمع ناصر الطبي في خانيونس (جنوب القطاع) إلى وجود «خطة طويلة المدى لتحسين وضع غزة، بما يشمل قطاعات الصحة والماء والطاقة والتشغيل»، لكنه رهن تفعيلها باستمرار الهدوء. كذلك، لم يخلُ حديث المبعوث الأممي من تحذيرات للجهات التي اتهمها (ولم يسمّها) بأنها حاولت «تقويض جهود الهدوء»، بقوله: «نهاية الأسبوع الماضي كنا أقرب ما يكون إلى اندلاع حرب رابعة... أريد أن أرسل رسالة إلى جميع مَن كان يحاول تقويض جهود التهدئة: إذا ما تم تعطيل هذا الهدوء فأنتم تتحملون المسؤولية الكاملة»، مضيفاً: «آمل أن يكون الجميع قد فهم أن أي مواجهة قادمة يمكن أن تكون وشيكة وقاسية».
لا تزال المباحثات جارية لصرف دفعة من الأموال لموظفي «حكومة غزة السابقة»


في وقت متزامن، بدأت «اللجنة القطرية»، أمس، صرف الدفعة الخامسة من المنحة المالية لـ108 آلاف عائلة فقيرة في غزة، بواقع 100 دولار أميركي لكل عائلة، فيما لا تزال المباحثات جارية لصرف دفعة من الأموال لموظفي «حكومة غزة السابقة»، لأول مرة منذ رفض «حماس» لها مطلع العام الجاري. يأتي ذلك في وقت قالت فيه «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا)، في بيان حول الأوضاع الإنسانية في القطاع، إن «أكثر من مليون شخص قد لا يكون لديهم طعام كافٍ بحلول يونيو (حزيران) القادم»، منبّهة إلى أنه ما لم يُؤمَّن ما لا يقلّ عن 60 مليون دولار إضافية (إلى ذلك الوقت)، فإن مقدرتها على مواصلة تقديم المعونة الغذائية ستكون «عرضة لتحديات كبيرة».
إلى ذلك، يواصل جيش العدو تكثيف استعداداته على طول حدود القطاع مع اقتراب «ذكرى النكبة» غداً (الأربعاء)، في وقت كشفت فيه صحيفة «هآرتس» العبرية أن «الجيش نشر نظام القبة الحديدية في منطقة غوش دان (تل أبيب) وفي الجنوب، في إطار الاستعداد لانطلاق مسابقة الأغنية الأوروبية». كما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه كجزء من الدروس المستفادة من التصعيد الأخير، سوف تُنشأ طرق هرب جديدة خلال الأيام المقبلة في المستوطنات المحاذية لشمال القطاع، إذ ستغلق الطرق الرئيسة في منطقة «الغلاف» خشية تعرضها لهجمات المقاومة.