القاهرة | الخلافات التي كانت مخبأة في الاجتماعات المغلقة، لما يسمى «تحالف 3 يوليو»، بدأت تظهر على السطح هذه الأيام، ويبدو أن الانتخابات الرئاسية المقبلة هي الورقة ما قبل الأخيرة، ريثما يتفكك التحالف على نحو كامل مع الانتخابات البرلمانية المقبلة.
«تحالف 3 يوليو»، يضم كل القوى السياسية التي تجمّعت بهدف إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين خلال العام الماضي، من تيارات يمينة ويسارية إلى جانب مجموعات إسلامية وقوى ثورية تنتمي إلى ثورة «25 يناير»، تدعمهم جميعاً مؤسسات بالدولة وشخصيات وأحزاب محسوبة على الثورة المضادة.
وبعد رحيل محمد مرسي عن الحكم، بدأت الخلافات في الرؤى تظهر بين أعضاء التحالف، وتجلى ذلك في انسحاب نائب رئيس الجمهورية السابق محمد البرادعي، الذي استقال من منصبه بعد أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، مشيراً إلى أن الفض جرى بطريقة «عنيفة»، وكان في الإمكان التعامل معه بطريقة أخرى لا تؤدي إلى تلك الحصيلة من القتلى والمصابين.
الخلافات ظهرت كذلك مع كتابة الدستور الجديد، أثناء عمل لجنة الخمسين، وكادت تلك الخلافات أن تنهي التحالف تماماً، وخاصة مع التيار الإسلامي المشارك الممثل بحزب النور السلفي.
ويرى الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يسري العزباوي، أن التحالفات التي تنشأ لتحقيق هدف واحد، غالباً ما تنتهي مع تحقيق تلك الغاية، لافتاً إلى أن «تحالف 3 يوليو» تجمّع حول هدف إسقاط الرئيس السابق محمد مرسي، وإنهاء حكم «الإخوان»، ومع تحقيق هدفه ظهر التباين الذي كان موجوداً أصلاً بين الجهات المتحالفة.
ويقول العزباوي إن التشكيلة التي تكون منها هذا التحالف جعلته مُعرّضا للانهيار في أي وقت، مضيفاً إنه يجري الآن استخدام هذا التحالف منبرا إعلاميا يسمح لأعضائه باستمرار الظهور في الإعلام والحياة السياسية، ومشيراً إلى أن هذا التحالف لم يستطع تطوير آليات حل مشاكله الداخلية، وبالتالي تفاقمت تلك المشاكل حالياً.
ويتابع ان الخلافات بين أعضاء التحالف ظهرت مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وخاصة مع إعلان مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، ترشّحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، برغم أن باقي أعضاء التحالف تقريباً أعلنوا دعمهم لوزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي، في خوض تلك الانتخابات، لافتاً إلى أن هذه الخلافات ربما تزداد مع الانتخابات البرلمانية المقبلة، وخاصة أن كل حزب شارك في «تحالف 3 يوليو» يرى أنه البديل الأفضل لجماعة الإخوان، وأنه الأقدر على قيادة البلاد في هذه المرحلة.
بدوره يقول الأمين العام لمساعد حزب الوفد حسام الخولي، إن صباحي حر في الترشح للانتخابات الرئاسية، لكن حزبه لن يؤيد صباحي في الانتخابات المقبلة «لأن برنامجه وآراءه وأفكاره لا تتوافق مع أفكار وتوجهات حزب الوفد»، موضحاً أن ذلك لا علاقة له بالتحالف الذي أسقط «الإخوان».
من جهته، يرى المنسق العام لحركة «مرشح الثورة»، عمرو بدر، الداعمة لصباحي، أن التحالف الحقيقي كان في 30 حزيران لا في 3 تموز، وأن هذا التحالف تفكك على أرض الواقع مع رحيل «الإخوان عن الحكم»، لافتاً إلى أن هذا التحالف كان هشّاً وضعيفاً وقائماً على اتفاق بين قوى سياسية مختلفة في التوجهات، ومع سقوط الإخوان ووضع خريطة طريق للمرحلة الانتقالية، كان لا بد أن يعلن رسمياً إنهاء هذا التحالف، إلا أنه أُبقي.
ويضيف إن هناك العديد من المؤشرات التي كانت تؤكد أن هذا التحالف انتهى، من بينها استقالة البرادعي، وعدم القدرة على طرح مرشح قوي للانتخابات الرئاسية، ثم إن هناك خلافات قوية داخل الأحزاب نفسها حول من يستحق الدعم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لافتاً إلى أن غالبية الشباب داخل تلك الأحزاب تدعم صباحي في الانتخابات الرئاسية بينما، كبار السن داخل الأحزاب نفسها يدعمون السيسي.