غزة | زكي السكني، أبو رشاد، محتجز لدى الأجهزة الأمنية المصرية منذ أسبوعين تقريباً، إثر تفاهمات بين وفد المخابرات العامة المصرية وحركة «حماس»، بعد تقديم الأخيرة معلومات عن دور للرجل في أحداث أمنية داخل قطاع غزة. السكني، الذي أُفرج عنه من سجون وزارة الداخلية في غزة قبل ثلاثة أعوام، كان قد قضى عشر سنوات فيها، وذلك بموجب صفقة بين «حماس» والقيادي المفصول من «فتح» محمد دحلان، الذي كان يرعى الرجل سابقاً. وجاء اعتقال السكني على خلفية المشاركة في تفجير سيارة تتبع لـ«كتائب القسام»، الجناح العسكري للحركة، في أغسطس/ آب 2008، ما أدى إلى مقتل عدد من القيادات الميدانية.وهو كان قد أصيب بجروح خطيرة خلال اعتقاله في حي الشجاعية شرقي غزة، فيما حكمت محكمة عسكرية عليه بالسجن 15 عاماً بتهمة تصنيع عبوات متفجرة لمصلحة «أعمال مخلة بالأمن»، إلى أن جرى تخفيض المدة إلى عشرة أعوام بعد الاستئناف الذي قدمته العائلة. لكنه، منذ الإفراج عنه وإبعاده إلى مصر، افترق عن تيار دحلان الذي توسّط له، وبدأ العمل لدى جهاز المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية، كما تقول قيادات مقربة من دحلان. جراء ذلك، بدأت علاقته تتوتر مع «حماس» على خلفية ورود اسمه في دعم جماعات تحمل الفكر السلفي في القطاع، وارتباطه بدعم مالي لشخصيات اعتقلها الأمن في غزة.
تقول مصادر أمنية لـ«الأخبار» إن لديها إثباتات على «ارتباط بين السكني وجهاز المخابرات برئاسة ماجد فرج، وأيضاً وجود قناة تواصل ساخنة بينه وبين العميد بهاء بعلوشة، المستشار المسؤول عن العمليات الخارجية في الجهاز»، علماً بأن بعلوشة تحمّله الأجهزة الأمنية المسؤولية عن محاولة تجنيد شبان مِمَّن يحملون الفكر السلفي ودفعهم إلى إحداث تفجيرات في غزة، ومن بينها تفجير استهدف موكب رئيس الوزراء السابق رامي الحمد الله.
جراء ذلك، سلّمت الأجهزة الأمنية المخابرات المصرية الملفات والبيانات المتعلقة بدور بعلوشة والسكني، وطلبت منها تسليم الأخير أو اعتقاله لديها على أقل تقدير. وفي الرابع عشر من الشهر الماضي، تسلّم الوفد الأمني المصري، أثناء وجوده في غزة، معلومات حول تواصل السكني مع شخصيات ومجموعات في سيناء لها علاقة بشخصيات متطرفة في القطاع.
وعلمت «الأخبار» أن اعتقال السكني دفع السفارة الفلسطينية لدى القاهرة إلى البحث عنه لدى الأجهزة الأمنية، في وقت تفيد فيه مصادر بأنه معتقل بقرار من «المخابرات الحربية»، لكنها تستبعد تسليمه لـ«حماس» أو السلطة الفلسطينية حالياً، على رغم سعي الأخيرة إلى إيصاله إلى رام الله، وهو ما كان يحتاج إلى تنسيق مع إسرائيل.