القاهرة | جلسة مباحثات مصرية ـــ إماراتية استضافها قصر «رأس التين» في مدينة الإسكندرية أمس، جمعت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، في إطار الإعداد للقمة العربية المقرر انعقادها الأسبوع المقبل في تونس، بالإضافة إلى ترتيبات أخرى تخصّ الأزمة في ليبيا وحرب اليمن. وذكرت مصادر مواكبة أن المباحثات «ركزت على تقديم رؤية مصرية لحل الأزمة الليبية في إطار دولي، على أن يُعقد اجتماع عام في شأنها مساء السبت المقبل، لضمان الحصول على دعم لمبادرة سابقة للقاهرة في هذا الشأن». وشملت زيارة ابن زايد توقيع اتفاقات تعاون في مجالات الإسكان والري والتجارة والصناعة، لكن أهمها اتفاقية الإسكان التي تعوّل عليها القاهرة اقتصادياً بصورة كبيرة خلال المرحلة المقبلة.وعلى رغم وجود وفدين من البلدين خلال الزيارة، إلا أن المباحثات اقتصرت على الجلسة المغلقة بين السيسي وابن زايد. وأوضحت المصادر أن تلك المباحثات ناقشت موقف «الرباعي العربي» من قطر والتعامل معها حالياً، وكذلك ما سيُناقَش في الاجتماع المقبل لوزراء خارجية «الرباعي»، في ظلّ غياب «التنسيق الكافي» خلال الفترة الماضية. وعلمت «الأخبار» أن اتصالات ستُجرى مع السعودية والبحرين خلال الساعات المقبلة، قد تعقبها زيارات سريعة متبادلة أو لقاءات ثنائية على هامش «القمة العربية» التي تقرّر أن يرأس الوفد المصري فيها السيسي، بمشاركة وزير الخارجية سامح شكري الذي يصل من واشنطن خلال ساعات، بعد زيارة أخرى سريعة مهّد فيها للقاءات السيسي في الأول من الشهر المقبل.
أعدّ سامح شكري جدول أعمال مزدحماً للرئيس في العاصمة الأميركية


ووفق المعلومات، أعدّ شكري مع السفارة المصرية لدى واشنطن جدول أعمال مزدحماً للرئيس في العاصمة الأميركية، في مقدمته لقاءات مع أعضاء في الكونغرس وممثلي «اللوبي الصهيوني»، فضلاً عن القمة التي ستجمعه مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، ضمن أجندة مبدئية تمتدّ على خمسة أيام. شكري، الذي التقى نظيره الأميركي مايك بومبيو في جلسة ثنائية، راجع معه إجراءات الاستقبال التي تعدها السفارة حالياً، ومنها استقدام مصريين مقيمين في الولايات المتحدة من أجل الهتاف في أماكن وجود السيسي، خاصة خلال زيارته البيت الأبيض والكونغرس وأمام الفندق الذي يقيم فيه.
وسيرافق «الجنرال» وفد اقتصادي بجانب الوفد السياسي الرفيع، ويجري الإعداد لوصول وفد من مجلس النواب المصري قبله، مع العلم أن الزيارة سيُعلن موعدها رسمياً خلال الأيام المقبلة، في ظل أن الرئاسة المصرية باتت تعلن الزيارات الخارجية قبل وقت قليل من بدايتها تجنباً لأي إلغاءات طارئة. وهذه المرة، سيدلي السيسي بحوار تلفزيوني واحد، على أن تُجرى قبلها مقابلة صحافية في القاهرة، فيما قالت المصادر إنه ينوي التطرق إلى التعديلات الدستورية المقرر الاستفتاء عليها الشهر المقبل، وتمنحه البقاء في السلطة حتى 2034.
إلى ذلك، أصدر قاضي الأمور الوقتية، أمس، قراراً بمنع التظاهرة التي طلبت القوى المدنية التصريح بها أمام مجلس النواب اليوم (الخميس)، بالتزامن مع جلسة «الحوار المجتمعي» حول التعديلات الدستورية. إذ أبدى القاضي رفضاً للتظاهرة، مستنداً إلى تحذير وزارة الداخلية من احتمال «اندساس عناصر مندسين، والاعتداء على القوى الأمنية المكلفة تأمين مجلس النواب».