في الوقت الذي يستمر فيه توقيع اتفاقات للسلام بين قبائل حاشد والحوثيين في شمال اليمن، تفرّد الطرف الحوثي الى جانب الحراك الجنوبي بمعارضة تقسيم البلاد الى ستة أقاليم، الذي أعلنه الرئيس عبدربه منصور هادي. ورفض ممثل الحوثيين «أنصارالله» الى مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، محمد البخيتي، نظام الفدرالية، «لأنه قسّم اليمن الى فقراء وأغنياء».
وقال: «الدليل أن التقسيم هذا أتى بصعدة مع عمران وذمار والمُفترض أن تكون صعدة أقرب ثقافياً وحدودياً واجتماعياً من حجة والجوف».
ورأى أن التقسيم المعتمد أتى «لخدمة المملكة العربية السعودية ليعطيها مساحة كبيرة قبلية نفطية على الحدود»، مشيراً بشكل خاص الى إقليمي سبأ وحضرموت الغنيين بالنفط والحدوديين مع السعودية واللذين تربط بين القبائل فيهما والمملكة علاقات قبلية وطيدة.
وبموجب الصيغة الجديدة لليمن الاتحادي، سيكون للحوثيين وجود كبير في إقليم آزال الذي يضم صنعاء وصعدة (معقلهم) وعمران وذمار. ولن يحظى الحوثيون بموجب هذا التقسيم بمنفذ على البحر من خلال محافظة حجة التي أُلحِقت بإقليم تهامة، كما لن يحظوا بتأثير على مناطق النفط في محافظة الجوف التي أُلحِقت بإقليم سبأ.
بدوره، قال القيادي الجنوبي، رئيس مؤتمر شعب الجنوب، محمد علي أحمد، الذي شارك في الحوار ثم انسحب منه، إن «موقفنا واضح منذ انسحابنا من هذا المؤتمر، وهو رفض هذه المخرجات لكونها لا تلبي طموحات شعبنا في الجنوب وحقه في تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة». وأضاف «سنعمل مع شعبنا على إعداد برنامج، وبطرق سلمية سنعبّر عن رفضنا لهذه النتائج ولمحاولة تنفيذها على الأرض، لكونها تلبّي رغبات المتنفذين وناهبي الثروة منذ 1994»، وهو تاريخ الحرب الأهلية في اليمن، التي قام خلالها الشماليون بقمع محاولة جنوبية لاستعادة دولتهم التي كانت مستقلة حتى دخولها في وحدة مع الشمال في 1990. وأشار أحمد الى أن لقاءات ستُعقد خلال الأيام المقبلة ستضم فصائل الحراك الجنوبي «لاتخاذ موقف موحد من هذه المخرجات التي تشرعن مواصلة الاحتلال الشمالي للجنوب».
كذلك رفض الحزب الاشتراكي اليمني المشارك في الحكومة هذا التقسيم، معتبراً أن صيغة الدولة في شكلها الجديد لا تقدّم حلاً جوهرياً للقضية الجنوبية.
وأكد مصدر رفيع في الأمانة العامة للحزب الاشتراكي (يسار) اعتراض الحزب على القرار الصادر أول من أمس عن لجنة الأقاليم، المتمثل في اعتماد صيغة الأقاليم الستة للدولة الاتحادية.
في هذا الوقت، شهدت العاصمة صنعاء أمس عدة تجمعات للاحتفال بالذكرى الثالثة لانطلاق الانتفاضة ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وفي هذه المناسبة، تظاهر الآلاف من أنصار الحوثيين في شارع الزبيري، للمطالبة بإسقاط حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها محمد سالم باسندوة.
من جهة ثانية، وقّعت جماعة الحوثي ورجال قبائل في مديرية «ظُليمة حبور»، التابعة لمحافظة عمران (شمال)، اتفاق سلام بين الطرفين برعاية مدير المديرية علي ناصر السوطي، ويقضي بعدم الاعتداء على أي منزل وعدم التمترس بالسلاح من قبل الطرفين، وإعطاء الأمان للجميع، بحسب مصدر قبلي.
إلى ذلك، أعلن الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع اليمنية، نقلاً عن مصادر مطّلعة، أن السلطات اليمنية سلّمت الرياض 29 عنصراً يحملون الجنسية السعودية من تنظيم القاعدة مطلوب إلقاء القبض عليهم في بلدهم.
(أ ف ب، رويترز)
1 تعليق
التعليقات
-
اليمن - الحوثيين والجنوبيين يرفضون التقسيمثورة التغيير لم تغير شيئا، نتيجة يمكن الخلوص إليها من خلال نظرة بسيطة إلى الواقع القائم في الجمهورية العربية اليمنية. منذ اللحظة الأولى لاندلاعها كانت علامات الفشل بادية على محياها، نزاعات مسلحة بين أطراف الصراع تلبست لبوس المخاض الثوري وأسهمت وسائل الإعلام في تظهيرها بمظاهر مخالفة لحقيقتها، الإشتباكات المسلحة بين الألوية التابعة لجنرال الحرب علي محسن الأحمر من جهة، والحرس الجمهوري والأمن المركزي التابعين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى دليل على ذلك، وإلى جانب المواجهات كانت التفجيرات الدموية وفي مقدمتها تفجير مسجد النهدين والقمع الجنوني للمتظاهرين في ساحة الحرية بتعز. هكذا توالت الدلائل على لحظوية ما حدث وانفعاليته وغربته عن ماهية الثورة المرتبطة منطقيا وتاريخيا بتغييرات جذرية على الصعد السياسية والإقتصادية والإجتماعية كافة. وعلى طريقة الحلول الجاهزة والتسويات المرحلية المنفصلة عن الواقع كانت المبادرة الخليجية، مبادرة ساهمت في تثبيت قوى الفساد والإستبداد، وأعطتها شرعية لم تكن لتحلم بها حتى في أعز أيامها. كل ما يشهده اليمن اليوم يؤكد الحكم المتقدم، رموز النهب والسلب ما تزال متحكمة بمراكز الثروة والقوة والقرار، علي عبد الله صالح له مملكته مترامية الأطراف، آل الأحمر يوسعون إمبراطويتهم المالية يوما يعد يوم على الرغم مما يمنون به من هزائم ميدانية، وعبد ربه منصور هادي أخذ موقعه في لعبة المحاصصة وجمع الغنائم.