لليوم الثالث على التوالي، استمرت، أمس، الاعتقالات التي تنفذها الأجهزة الأمنية في قطاع غزة بحق متظاهرين خرجوا تحت عنوان «بدنا_نعيش» احتجاجاً على الأوضاع المعيشية كما يقولون، في وقت انقسمت فيه الفصائل الفلسطينية إلى ثلاثة اتجاهات إزاء هذه الأحداث. فبينما رأت «حماس» وعدد من الفصائل المحسوبة عليها أن ما يجري أقرب إلى «المؤامرة» على المقاومة، عبّرت فصائل أخرى عن دعمها لـ«الحراك الشعبي» ورفضها قمع المتظاهرين. أما «الجهاد الإسلامي»، التي تغيّبت عن اجتماعات الطرفين، فرفضت الزج باسمها في دعم الحراك، لكنها عبّرت عن رفضها الطريقة الأمنية في معالجة الموضوع.وفي الاجتماع المؤيد للحراك أول من أمس، حضرت «فتح» و«الجبهة الشعبية» و«الديموقراطية» و«حركة المبادرة الوطنية» و«حزب الشعب» و«فدا» و«جبهة التحرير العربية» و«جبهة التحرير الفلسطينية» و«الجبهة العربية الفلسطينية» و«جبهة النضال الشعبي» و«الجبهة الشعبية ــــ القيادة العامة». أما في الاجتماع المقابل أمس، فحضرت فصائل مقربة من «حماس» هي: «حركة الأحرار»، و«لجان المقاومة الشعبية»، و«حركة المقاومة الشعبية»، و«قوات العاصفة»، و«حركة المجاهدين»، و«جبهة النضال الوطني»، مع تغيّب «الجهاد» عن كلا الاجتماعين.
وبينما رفضت الفصائل الأولى «طريقة تعامل حماس مع الحراك... مطالبة الأخيرة بوقف القمع والاعتذار للشعب عما حدث، بالإضافة إلى سحب الأجهزة الأمنية من الشوارع»، قال المجتمعون أمس إنهم يرفضون «التحريض على سلاح المقاومة، مع تأييدهم حق التظاهر السلمي والمطلبي في محافظات الوطن»، مشددين على أن «سلاح المقاومة خط أحمر ومهمته مواجهة الاحتلال، وأي محاولة للتحريض على سلاح المقاومة مشبوهة ومرفوضة».
من جهة أخرى، قال المبعوث الأممي لـ«عملية السلام» في الشرق الأوسط، والوسيط الدولي مع «حماس»، نيكولاي ملادينوف‬، في تصريح أمس، إنه يدين «عنف حركة حماس ضد المتظاهرين في غزة، واستهداف النساء والصحافيين وناشطي حقوق الإنسان»، مضيفاً أنه «يجب على الفصائل أن تتعامل مع مصر على أساس اتفاق القاهرة 2017... الأمم المتحدة تعمل على تجنيب التصعيد ورفع الإغلاق ودعم المصالحة».
في سياق متصل، قال «المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان» إن الشرطة في غزة أفرجت عن الباحثين الميدانيين الذين اعتقلتهم، كما أفرجت عن عدد آخر من الصحافيين، فيما وعدت «حماس» عدداً من الوسطاء بالإفراج كلياً عن بقية المعتقلين في وقت قريب.
إلى ذلك، نقلت مواقع محلية أن الشاب أحمد يوسف مهاوش، من سكان وسط القطاع، عُثر عليه أمس مقتولاً في ظروف غامضة، ذاكرة أنه غادر غزة بتنسيق مصري في 5-3-2019، وأنه وُجدت على الجثة آثار بدايات التعفن. وكان أبو مهاوش قد أصيب خلال قصف إسرائيلي على شرق المغازي عام 2007، وهو متزوج ولديه بنتان.