يبدو أنّ «هيئة التنسيق» احترفت الانتظار. انتظار «الائتلاف» تحديداً. منذ «فضّ» المجلس الوطني السوري واجتماع القاهرة الموسّع للمعارضة السورية (أيار 2012) ثمّ اجتماعات الدوحة التي أنجبت «الائتلاف السوري المعارض»، كان اسم «الهيئة» يرد بطريقة أو بأخرى على لوائح المشاركين في تلك الاجتماعات. اليوم تنتظر «الهيئة» اجتماع الهيئة السياسية لـ«الائتلاف» التي ستبتّ ورقتين سياسية وتنظيمية اتفق عليهما في اجتماع القاهرة قبل أيام بين المنسق العام للهيئة حسن عبدالعظيم ورئيس «الائتلاف» أحمد الجربا.
التصويت إيجاباً على الورقتين يعني مشاركة «هيئة التنسيق» بشروطها في الجولات المقبلة من «جنيف 2». يوحي قياديون في «الهيئة» أنهم متيقنون أكثر من أي وقت مضى من أنّهم سيلحقون بقطار جنيف... إن لم يكن بمحطة أمس فلا بأس بذلك، فالمحطات كثيرة والسكة طويلة، على ما يقولون.
مصادر قيادية في «الهيئة» تؤكد وجود قرار دولي «بالتحاق الهيئة بركب جنيف». يسوّق متابعو ملف «توسيع وفد المعارضة» أسباباً مختلفة لذلك: من ضعف الوفد المشارك وليس انتهاءً بصفته التمثيلية الضعيفة. هادي البحرة، مثلاً، الذي ترأس الوفد المفاوض المعارض في إحدى جلسات الجولة الأولى، اكتسب خبرته في مواجهة وزير الخارجية السوري وليد المعلم... من تجارة السيارات في المملكة السعودية.
وبالعودة إلى لقاء القاهرة الأخير، تلفت مصادر «الهيئة» المتابعة للاجتماع إلى أن الاتفاق جرى على تمثيل «الهيئة» بخمسة مقاعد، 3 على الطاولة الرئيسية ومقعدان خلفيان استشاريان. استفيض في اجتماع الخمس ساعات للمكتب التنفيذي للهيئة أول من أمس في بحث شكل المشاركة.
«معارضو الداخل» متفائلون. تداولوا في مسألة إعطاء مقعد للعسكر، أي لـ«وحدات حماية الشعب» الكردي. عقبات وفيتوات سقطت، يؤكد أحد قياديي «الهيئة». لا فيتو على رئيس الهيئة في المهجر هيثم مناع ورئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي صالح مسلم، يضيف. أمام هذه «الإيجابية»، تقابل مصادر «الائتلاف» كلام «التنسيق» بالمثل... إلّا في مسألة «الشخصيات التي لديها إشكالية مع الثورة». لم تسمّ المصادر اسمي الشخصين المقصودين: هيثم مناع وصالح مسلم مجدداً.
عضو الهيئة السياسية لـ«الائتلاف»، هشام مروة، يؤكد «فيتو» زميله. ويضيف: «شخصيات مثل حسن عبد العظيم و(عضو الهيئة) عارف دليلة مكانهما محفوظ، مع كل الانفتاح لتوسيع وفد الائتلاف، رغم مساع مصرية وغربية لجعل الهيئة تختار ممثليها».
صفحة رئيس «مكتب الإعلام في هيئة» التنسيق، منذر خدام، تعجّ بالمنتقدين والشامتين. «هيئة التنسيق وتكرار الخيبات مع الائتلاف تدعو للشفقة والحزن»، يعلّق أحدهم على انتقاد خدام «تنصّل قادة الائتلاف من أي تفاهمات في القاهرة».
مسألة التعويل على الموازين الدولية وارتباط قرار «الائتلاف» بـ«أصدقائه» لفرض حضور «هيئة التنسيق» في «جنيف 2» يحملان قدراً من الواقعية، إذ لو كان الأمر بيد الجربا لما صافح عبد العظيم طيلة حياته.
اللقاء «فرض» على قادة «الائتلاف»، كما تسوّق «الهيئة». لكن هي «لعبة الأمم» ذاتها التي أبعدت «معارضي الداخل» عن المشهد الدولي. وفي حال حضور «الهيئة» مؤتمر السلام الدولي، ستكون «اللعبة الدولية»، التي أحرجتها أمام مناصريها والسوريين، السبيل الوحيد لحضور «مناع ورفاقه» في أروقة «فنادق التسوية السلمية».