تحت عنوان موافقة إسرائيل على تلبية أغلب الشروط التركية، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن تركيا وإسرائيل في الطريق إلى تطبيع العلاقات بينهما منذ أحداث سفينة «مرمرة» في عام 2010، وهو ما قوبل بتأكيد إسرائيلي عبر وسائل الإعلام.
فقد نقلت صحيفة «معاريف» عن مسؤول إسرائيلي رفيع تأكيده أن الأمور تتجه إلى عودة تطبيع العلاقات بين الجانبين، مضيفاً إن المسؤولين الإسرائيليين يتطلعون إلى توقيع الاتفاق لتسوية العلاقات بين الجانبين هذا الشهر أيضاً. وتابعت «معاريف» إن التقدير السائد في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن العلاقة بين الطرفين لا يبدو أنها ستعود إلى مستوى استراتيجيّ مشابه لما كانت عليه الحال في الماضي، على الرغم من اهتمام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بتسوية العلاقات مع إسرائيل.
وفي ما يتعلق بحجم التعويضات التي كشفتها صحيفة «هآرتس» أخيراً بأن إسرائيل وافقت على دفع 20 مليون دولار كتعويضات لمتضرري الاعتداء على سفينة مرمرة، كشرط لعودة العلاقات، أضافت «هآرتس» إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فوّض طاقماً تفاوضياً برفع مبلغ التعويضات إلى 23 مليون دولار إذا ما كان الأمر ضرورياً لإنهاء القضية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين رفيعي المستوى أن اتفاق المصالحة بين الدولتين «موضوع أيام» وأن كلام وزير الخارجية التركية يعزز التقدير بأن الاتفاق أقرب من أي وقت مضى. مع ذلك يبقى السؤال الأساسي حول مصير الشرط الآخر الذي سبق أن وضعته تركيا لاستئناف العلاقات مع إسرائيل، ويتعلق بتخفيف الحصار البحري المفروض على قطاع غزّة.
ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى أنهم في تل أبيب مهتمون أيضاً بأن لا يقتصر «تطبيع» العلاقات على بعد رمزي عبر إعادة السفير التركي إلى تل أبيب والسفير الإسرائيلي إلى أنقرة. إذ تريد تل أبيب أن توافق تركيا على عودة الحوار السياسي بين الجانبين، واللقاءات بين الوزراء، والزيارات المتبادلة وخطوات أخرى. أضف إلى أن إسرائيل تتوقع من تركيا أن تلتزم بعدم العمل ضدها في المنتديات الدولية وعدم العودة إلى مهاجمتها في وسائل الإعلام. وكان وفد تركي قد زار إسرائيل الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي، حيث التقى مع مستشار الأمن القومي يوسي كوهين، ومع مبعوث رئيس الحكومة يوسف تشحنوفر، ومع المدير العام لوزارة الخارجية نيسيم بن شطريت. وتركزت المحادثات على حجم التعويضات التي ستدفعها إسرائيل والخطوات التي ستقوم بها تركيا لجهة تطبيع العلاقات وإلغاء الدعاوى المقدمة ضد جنود وضباط إسرائيليين كان لهم دور في السيطرة على قافلة الحرية إلى غزّة.