القاهرة | بعد صمت مصري رسمي في شأن الاحتجاجات التي تشهدها السودان ضد الرئيس عمر البشير، زار العاصمة الخرطوم على نحو مفاجئ أمس وزيرا الخارجية سامح شكري، و«المخابرات العامة» اللواء عباس كامل، من دون إعلان مسبق، حيث عقد شكري وكامل محادثات مطولة مع نظيريهما السودانيين والتقيا البشير أيضاً. وعلى رغم أن الإعلان الرسمي للزيارة جاء بوصفها ضمن «أعمال الدورة الثانية للاجتماع الرباعي لوزيري الخارجية ومديري أجهزة المخابرات» في البلدين، فإنها حملت رسائل من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نظيره السوداني تتضمن تأكيداً واضحاً لـ«مساندة مصر للبشير» في مواجهة التظاهرات التي تطالب بإسقاط حكمه.السيسي أبلغ، عبر مبعوثيه، دعمه الكامل للبشير، بل الاستعداد لمساعدته في تجاوز الأزمة الراهنة على المستوى العربي والدولي، إذ اتفق ـــ كما تنقل مصادر مطلعة ـــ على زيادة وتيرة العمل في المشروعات المشتركة لتوفير فرص للشباب السودانيين، وذلك في أكثر من مشروع منها الربط الكهربائي والربط بين السكك الحديدية، ومشروع المدينة الصناعية المصرية في منطقة الجيلي جنوب الخرطوم، وكذلك دعم التعاون في مجالات بناء القدرات والتدريب في القطاعات كافة.
تقررت الزيارة بعد عرض تقارير أمنية على السيسي في «الاتحادية»


أما البيان الصادر عن الاجتماع رسمياً، فأكدت فيه القاهرة «الدعم الكامل لأمن واستقرار السودان الشقيق الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وذلك لما يربط البلدين من وشائج على كل المستويات»، مضيفاً أنه تم الاتفاق على «استمرار تبادل التنسيق والتأييد بينهما في كل المحافل الإقليمية والدولية، وهو التنسيق الذي يعكس حجم التطابق في مصالح الدولتين والتوافق في مواقفهما نتيجة لذلك». وتطرق البيان إلى التفاهم على «أهمية البناء على ما تم الاتفاق عليه لتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في البحر الأحمر من خلال توحيد الرؤى بين الدول المتشاطئة لهذا المجرى المائي المهم».
وعلى رغم أن آلية الاجتماعات الثنائية التي عقدت أمس تم استحداثها في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي فقط، فإن العاصمتين اتفقتا على عقد اجتماعات جديدة على المستوى نفسه خلال المرحلة المقبلة على أن يُحدّد الموعد لاحقاً. تكشف المصادر المطلعة أن تفاصيل الزيارة جرى ترتيبها قبل يوم واحد فقط، خلال تقدير موقف عُرض على السيسي في اجتماع عقد في قصر الاتحادية، تضمن مناقشات حول أهمية التعاون مع الجانب السوداني في الأزمة الحالية. وقالت التقارير الأمنية التي أعدتها الجهات السيادية إن السلطات (السودانية) قادرة على تجاوزها مع الوقت خصوصاً مع تراجع الاحتجاجات.
تشرح المصادر أن الزيارة جاءت أيضاً بتشجيع من وزير الخارجية الذي اقترح إتمامها في أقرب وقت، ولذلك تم الترتيب مع السودانيين سريعاً، علماً بأن أجندة اللقاءات لم تشمل مناقشة أي قضايا محورية، كما لم تتضمن مناقشات مستفيضة حول سد النهضة.