أُسدل الستار عن آخر عرض لمسرح الظلّ في سوريا عام 1970، مع رحيل آخر «المُخايلين» الحكواتيين أبو عزّت حبيب، واندثرت معه هذه المهنة التي رافقت أجيال القرنين التاسع عشر والعشرين، وأمست بعد ذلك جزءاً من التراث المجتمعي. غير أن شادي الحلّاق أعاد إحياء شخصيتي كركوز وعِواظ، في عام 1993، وسعى جاهداً لتسجيلها ضمن التراث العالمي، لينجح أخيراً بدعم من «الأمانة السورية للتنمية» في تسجيل «مسرح خيال الظل» على قائمة «يونسكو» للتراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى الصون العاجل. ولد شادي في حي القيمرية وسط دمشق عام 1976، وترعرع مع والده حكواتي النوفرة الشهير رشيد الحلاق، والذي عرف بحكواتي الشام أبو شادي، ونتيجة مرافقته لوالده أحبّ تفقد كتبه ومالَ لشخصيات كركوز وعواظ، فأعاد صناعتها بنفسه من جلد البقر ولوّنها بالألوان النباتية الطبيعية؛ وصمّم صندوق الحكايا، ليُمسي «المُخايل» الوحيد في سوريا، ويسعى لتعليم هذه الصنعة والفن لأشخاص آخرين لكي لا تندثر مُجدّداً.يشتاقُ شادي لتلاوة حكاياته مُجدداً بعدما هجره معظم الأطفال وتوجّهوا إلى الشاشات الإلكترونية على الحواسيب والهواتف المحمولة، ويحلم بأن يأتي اليوم الذي يُنشئ فيه مسرحه الخاص، ويدعو إليه كل الأطفال الحزانى ليعيد رسم البسمة على شفاههم.