مثل الكباش الذي تسبب به رئيس البيت اليهودي اليميني المتطرف، نفتالي بينيت، ومساره والخاتمة التي انتهى اليها، اداة للكشف عن مدى استعداد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للذهاب بعيداً في المواجهة، وأوضحت جميعها للاول حدود قوته في الحكومة، والسقف الذي يحكم ابتزازه، وخاصةً بعدما اتضح له أن لدى نتنياهو، في حال الضرورة، خيارات وسيناريوهات ائتلافية ليس من الضروري أن يكون جزءاً منها.
وبعدما لمس جدية نتنياهو بإقالته من الحكومة، في حال عدم تقديم اعتذار علني، قدم بينيت اعتذاره إلى رئيس الوزراء، وتحديداً بعدما أوضح نتنياهو لعدد من القيادات في حزب الليكود أن الوقت المتاح امامه حتى تقديم اعتذاره، ينتهي مع موعد انعقاد الجلسة المقبلة للحكومة، يوم الاحد القادم، وإلا فسيقيله من الحكومة.
بعد ذلك قدم بينيت اعتذاره استناداً إلى أنه لم «أكن أقصد وليس لدي النية للمس برئاسة الحكومة، واذا ما طاوله مس من أقوالي فأنا اعتذر»، مضيفاً «أنا احترم (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو واحترم زعامته وقيادته في ظروف ليست بالسهلة، أنا أراه في المجلس الوزاري المصغر وأرى منظومة الضغوط وهو يقف ضد الظروف ويواجه التحديات، وأنا أقدم الدعم إليه حين يحتاج، وأنتقده وقت الحاجة، هذا هو واجبي لأن فرض السيادة الفلسطينية على مواطنين إسرائيليين، أمر خطير، وكان واجباً عليّ أن أُخرج هذه الفكرة فوراً من النقاش، وفعلاً خرجت هذه الفكرة من النقاش».
وكانت أوساط يمينية في حزب الليكود قد أعلمت بينيت، بعدما أصرّ على عدم الاعتذار، بأن كتاب إقالته جاهز، وأن نتنياهو سيخرجه إلى حيز التنفيذ إذا لم يتراجع ويقدم اعتذاره، لكن هذه الأوساط أضافت إنها لم تكن تتخيل أنه سيبادر بهذه السرعة إلى الاعتذار.
إلى ذلك، نقلت الاذاعة الاسرائيلية، عن أوساط مقربة من نتنياهو أنه قرر الاستمرار في عملية التفاوض مع الفلسطينيين بناء على الخطة التي سيطرحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، برغم أنها ستستند على الارجح إلى حدود عام 67، ومبدأ تبادل الاراضي.
في السياق نفسه، رأى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أن إسرائيل تقف اليوم امام قرار شبيه بالقرار الذي كان أمامها عشيّة إقامة الدولة، ولا بُدَّ من أن تختار ما اذا كانت تُريد دولةً يهودية على جزءٍ من أرض إسرائيل، أو دولةً غير يهودية على كامل أرض إسرائيل.
إلى ذلك، وفي اجواء المواجهات بين نتنياهو وبينيت، استغل رئيس المعارضة وحزب العمل يتسحاق هرتسوغ، منصة مركز ابحاث الامن القومي لاطلاق مواقف حادة تجاه بينيت، الذي اتهمه بتبني قاعدة أن «الرحم اليهودي هو الذي سيحل الصراع»، وأنه يحمل «رؤيا الدولة الثنائية القومية». وحذر هرتسوغ من البقاء في حالة جمود سياسي، لافتاً إلى أن استمرار السيطرة على الضفة الغربية اخطر من الانفصال عن الفلسطينيين. وأشار هرتسوغ إلى «اننا نقترب من نقطة اللاعودة التي لا يمكن الفصل بعدها، ولن يكون هناك امكان واقعيّ لذلك ».
ورأى هرتسوغ أن هناك في الضفة الغربية اكثر من مليوني فلسطيني، وهم لن يختفوا ولن يغادروا، واذا لم ننفصل عنهم، فسيكونون في النهاية مواطنين في إسرائيل .
في الاطار نفسه، اطلق وزير المالية ورئيس حزب هناك مستقبل، يائير لابيد، مواقف محذرة من أن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود سيؤدي إلى مقاطعة اوروبية اقتصادية، حتى لو كانت جزئية جداً، فإن الاقتصاد الاسرائيلي سيتراجع، وكل مواطن إسرائيل سيتضرر جيبه مباشرة.