في أوضح موقف يربط اضطرابات العراق بالأزمة السورية، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن من يرسل السلاح إلى سوريا يكون يدعم الإرهاب والقاعدة في العراق، متوعداً «بعملية تطويق شديدة للبؤر التي تعيش فيها القاعدة و«داعش» في الفلوجة والكرمة»، في وقت أعلن فيه رئيس مجلس النواب ورئيس ائتلاف «متحدون» أسامة النجيفي، طرحه مبادرة لإنهاء الأزمة في محافظة الأنبار ومناطق حزام العاصمة بغداد التي تشهد عمليات عسكرية.
ورأى المالكي، في كلمته الأسبوعية، أن «لا مجال لمن يريد أن يختفي خلف الإرهاب والإرهابيين، أو لمن يريد أن يصل إلى مواقع المسؤولية عبر السيارات المفخخة»، مشيراً إلى أن «قوات العشائر والقوات المسلحة في الأنبار، تتحمل المسؤولية وتلاحق المسلحين وتحاول التضييق عليهم وقطع الإمدادات والتواصل بينهم وبين القاعدة والنصرة في سوريا»، مشيراً إلى أن هؤلاء «حشدوا السلاح عبر الأنبار، وقد أُحرق رتل مكون من 15 شاحنة محملة بالسلاح قادمة من سوريا إلى العراق».
وشدد المالكي على «أن فسح المجال في إيصال السلاح إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا، يعني دعماً لهم في العراق، وأقول للدول التي تتحدث عن دعم هؤلاء بالسلاح إنكم تدعمون الإرهاب والقاعدة في العراق»، معرباً عن أمنياته بأن «لا يسير القرار بموقف التسليح؛ لأنه موقف متناقض مع دعم العراق في مكافحة الإرهاب». في هذا الوقت، أعلن ائتلاف متحدون الذي يتزعمه أسامة النجيفي، في بيان، أن الأخير «عقد اجتماعاً لخليّة الأزمة الخاصة بمحافظة الأنبار، وتركز المحور الأول منه على أهمية تسريع العون الإغاثي المقدم للعائلات المهجرة بسبب الأوضاع الأمنية، وأمر النجيفي بأن تقدم دفعات جديدة من المساعدات لهذه العائلات المنتشرة في محافظات العراق». وأكد المجتمعون «ضرورة وقف قصف المدن لأنها مؤذية للمواطنين، ولأن القصف المدفعي غير قادر على التمييز بين المواطن البريء والإرهابي».
وأشار البيان إلى أن «المحور الثالث من اجتماع خليّة الأزمة، رسم فيه النجيفي والمجتمعون ملامح مبادرة وطنية شاملة، بهدف طرحها على كل الكتل والأحزاب السياسية لمناقشتها والوصول إلى رؤية مشتركة من شأنها وقف الانهيار ومنع انتشار الأزمة إلى مناطق جديدة، ذلك أن الوضع في الأنبار، أو في مناطق حزام بغداد، لم يعد شأناً خاصاً بهذه المناطق، بل هو شأن عراقي يهمّ الجميع وليس لأحد إهمال أو تجاهل ما يحصل».
إلى ذلك، قال مصدر عراقي مسؤول، أمس، إن قوة من مكافحة الإرهاب وبغطاء جوي، قتلت خلال عملية أمنية الأمير العسكري في الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» في الرمادي، السعودي الملقب بأبي عائشة بعد معركة دارت في منطقة البوفراج شمال الرمادي.
وقالت مصادر رسمية أمس، إن مستشفيات الرمادي والفلوجة استقبلت 21 قتيلاً وجريحاً، حصيلة الأحداث الأمنية لأول من أمس، فيما تميل الكفة لسيطرة المسلحين على جزر في الرمادي.
(الأخبار)