القامشلي | بعد إعلان قيادة «وحدات حماية الشعب» الكردية (YPG) نهاية الحملة العسكرية في الريف الجنوبي لمدينة القامشلي في تل حميس وتل براك بداية الشهر الجاري، غدت كل الجبهات في حال من الهدوء النسبي، خصوصاً في ظل الإعداد لإعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الجزيرة، ثم الإعلان عن هذه الإدارة في مقاطعة كوباني (عين العرب) أول من أمس.
لكن الأيام القليلة الماضية شهدت اندلاع الاشتباكات مرةً أخرى في الريف الجنوبي لمدينة سري كانيه (رأس العين)، وتحديداً في قرية المناجير التي تبعد عن المدينة حوالى 20 كلم، بين مدينتي رأس العين وتل تمر.
ففي صبيحة السبت الماضي استهدفت عملية انتحارية بسيارة مفخّخة حاجز YPG على مدخل القرية من دون أن توقع قتلى، ثم بدأ الهجوم الذي شنته «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» على القرية مستخدمتين الدبابات والأسلحة الثقيلة، ما أدى الى مقتل مواطن يعمل في صوامع القمح في القرية. ولم يستغرب قيادي في «الوحدات» في منطقة رأس العين المواجهات الحالية أو توقيتها، مؤكداً لـ«الأخبار» أن «استهداف مناطقنا من قبل تنظيمات إسلامية متطرفة امتهنت القتل وترهيب الأهالي، ليس إلّا استمراراً للنهج المعادي لنا، ولا يمكن أن نفصل ما حدث من مواجهات سابقة أو حالية أو مستقبلية عن الأهداف الكامنة وراءها، من خلال استهدافنا كشعب وكنموذج دفاعي وسياسي واجتماعي لا يتوافق مع مصالحهم وسياساتهم التي تدعم من قبل الائتلاف والمجلس الوطني السوري المصطنعين».
وعن الهجمة الأخيرة على قرية المناجير، رأى القيادي أن «الهجمات على القرية متصلة بمجمل الأحداث والتطورات الحاصلة على الساحة الدولية والإقليمية وإعلان الإدارة الذاتية في مقاطعتي الجزيرة وكوباني». وأوضح أنّ «ثلاثة من مقاتلينا قتلوا في الهجوم الأخير، اثنان منهم من الإخوة العرب، فيما سقط حوالى ثلاثين من المتشددين بينهم أحد الأمراء»، مضيفاً أن «وحدات الحماية استطاعت الاستيلاء على دبابة بعد عطبها، وعلى أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخمس سيارات عسكرية».
من جهة أخرى، لا تزال جبهة ريف مدينة القامشلي هادئة على رغم استهداف المدينة بثلاث قذائف هاون تبنّتها «الجبهة الإسلامية»، وتسبّبت بأضرار مادية وإصابة أحد المواطنين بجروح طفيفة.
كذلك حاول عناصر «داعش» المتمركزون في قرى يارقوي وكندال وكرصور غربي تل أبيض (ريف الرقة)، مساء أمس، الهجوم على القرى المجاورة، فتصدّت لهم «وحدات حماية» الشعب، ما أدى إلى قتل 4 من المهاجمين.