أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، في افتتاح المؤتمر السابع لمركز ابحاث الامن القومي في تل ابيب، انه لا ارتباط بين حل النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني، وبين التهديد النووي الايراني والفوضى في العالم العربي، كاشفاً عن انه «في الغرف المغلقة مع شخصيات من الدول العربية، تكاد المسألة الفلسطينية لا تطرح اساساً، لأن التهديد الايراني هو الذي يقلق الدول العربية».
وانتقد يعلون بشدة الاتفاق المرحلي بين الدول الست الكبرى وايران، مشيراً الى ان «التاريخ سيحكم على الاتفاق المرحلي مع ايران، ونحن نقول انه مضيعة تاريخية للوقت». واضاف انه «في نهاية الاتفاق، سيبقى في حوزة ايران القدرة الذاتية على تخصيب اليورانيوم بمستوى 3.5 بالمئة، وهذه نواة للحفاظ على الخيار العسكري النووي، وتمكنهم من تطوير اجهزة طرد مركزي واستبدالها».
وتساءل يعلون عن التهديدات الايرانية، في غير الملف النووي الايراني، وما الذي يقومون به لمعالجتها، وقال إن «ايران لاعب اساسي في حل الازمة السورية، لانها جزء من المشكلة، فهي تدعم (الرئيس السوري بشار) الاسد وحزب الله». واضاف: «لم يوقف احد البرنامج الصاروخي الايراني لمسافة لمسافة 10.000 كيلومتر، او التدخل في افغانستان وسوريا ولبنان والساحة الفلسطينية، وها هي ايران تتحرر من الضغط الدولي والاقتصادي، وبحسب تقديرنا سيستغلون السنوات الثلاث المقبلة للتمركز على الحافة النووية بصورة تتيح لهم الانطلاق نحو القنبلة النوية عندما يقررون ذلك».
وأكد يعلون ان منطقة الشرق الاوسط تسير نحو عدم الاستقرار المزمن، و«نحن نخشى من اخطاء الغرب لأنه يسعى الى فرض الديموقراطية من خلال الانتخابات، وهي مساعٍ لن تنجح». وبحسب يعلون، على «الغرب ان ينظر بإمعان الى تجربة الانتخابات في قطاع غزة، التي اوصلت حماس الى الحكم، وايضاً الاخوان المسلمين الى الحكم في القاهرة، ومن ثم عادة الشعب واسقطهما».
ورفض يعلون توصيف التطورات في العالم العربي من خلال استخدام «تعبير الابيض، الذي يرمز الى الربيع العربي، او الاسود الذي يرمز إلى الشتاء الاسلامي»، مشيراً الى ان «الوضع اكثر تنوعاً، ولا توجد مخاطر فقط، بل ايضاً فرص».
وعن تراجع اهتمام الولايات المتحدة بشؤون المنطقة، اشار يعلون الى ان «أميركا تبتعد عن مناطق النزاع، وهي غير متحمسة كي تؤدي دور شرطي العالم، لكنها تبقى القوى العظمى الوحيدة». وقال ان «اميركا التي قررت الابتعاد وفككت ارتباطها بالعراق، دفعته كي يكون خاضعاً اليوم للسيطرة الايرانية». واضاف ان «غياب الولايات المتحدة عن الساحة السورية، اتاح لروسيا السيطرة عليها، وأن تكون هي الجهة التي تدير الدفة في هذا البلد».
وبالنسبة إلى الساحة السورية والحرب الدائرة فيها، اشار يعلون الى ان «عدم الاستقرار في هذا البلد سيؤدي في نهاية المطاف الى تقسيم سوريا لثلاث دول على الاقل، والحرب قائمة حالياً على ابواب دمشق». اما لجهة السياسة الاسرائيلية تجاه سوريا، فاضاف ان «سياستنا تتلخص في عدم التدخل هناك، في موازاة الدفاع عن مصالحنا، بعد الخطوط الحمراء التي فرضناها، وهي عدم نقل سلاح متطور الى حزب الله او نقل سلاح كيميائي الى جهات معادية وعدم خرق السيادة الاسرائيلية في الجولان». وأكد أن «اسرائيل رغم كل ذلك، لا يمكنها الا ان تقدم المساعدة الطبية الانسانية والمؤن والالبسة الى القرى الموجودة على الجانب الثاني من الحدود (مع سوريا)، اضافة الى معالجة الجرحى الذين يسقطون في المواجهات العسكرية».
وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد اشار امس الى انه «رغم وجود إجماع دولي واسع على أنه كان من الضروري منع وقوع المحرقة النازية - الهولوكوست، فإن العالم لا يتعامل بجدية مع النظام الإيراني، الذي يدعو علناً إلى القضاء على إسرائيل ويتلقى بترحاب الزعيم الإيراني»، الشيخ حسن روحاني. وجاء في بيان أصدره ديوان رئاسة الحكومة الاسرائيلية، أن «هناك دولة تسعى إلى القضاء على إسرائيل، ولكن الأسرة الدولية ترد بابتسامات على حملة الابتسامات التي يشنها روحاني».
وفي كلمة القاها امس في مؤتمر مركز ابحاث الامن القومي في تل ابيب، اضاف نتنياهو انه «على الرغم من الخلافات الداخلية في ايران، لا يوجد خلاف ازاء السعي نحو انتاج اسلحة نووية، وازاء هدف ازالة اسرائيل عن الخريطة»، مشيراً الى ان اتفاق جنيف بين ايران والسداسية الدولية، ابعد ايران «ستة اسابيع فقط»، عن المكان الذي كانت فيه لجهة برنامجها النووي. واضاف ان «كل العالم يفهم أن ايران تريد انتاج سلاح نووي، وسندعم فقط الاتفاق الذي يضمن تفكيكاً تاماً للبنية التحتية النووية العسكرية في ايران، وممنوع عليها تطوير اسلحة نووية، وهذا كان ولا يزال سياسة الحكومة الاسرائيلية».