ارتفعت حصيلة المجزرتين الجديدتين في الحديدة إلى 20 قتيلاً
اليوم، يطرأ تحوّل إيجابي على ذلك المشهد المقفل، منبئاً بإمكانية عودة العلاقات بين موسكو وصنعاء، مع ما يعنيه الأمر من دور روسي إيجابي محتمل في الديناميات الدولية المتصلة باليمن وخصوصاً داخل مجلس الأمن، وأيضاً على المستوى الاقتصادي عبر وضع حدّ لعمليات الطباعة العشوائية التي تلعب دوراً في تغذية الميليشيات المدعومة سعودياً وإماراتياً، وبالتالي في إطالة أمد الحرب.
هذا المؤشر الروسي «المُبشّر» وازاه صدور تصريح لافت عن رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، الذي حضر خلال الأيام الماضية مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار في المملكة»، أعلن فيه «(أننا) نسعى جاهدين للعمل كوسيط لحلّ أزمة اليمن». والمثير للانتباه أن إعلان خان جاء عقب موافقة السعودية على منح بلاده ثلاثة مليارات دولار كوديعة لمدة عام، وكذلك السماح لها بتأجيل مدفوعات واردات نفطية بقيمة 3 مليارات دولار أيضاً، ما يشي بأن مبادرة إسلام آباد قد لا تكون مرفوضة سعودياً، خصوصاً أن خان أجرى الثلاثاء الماضي محادثات مع ولي عهد المملكة، محمد بن سلمان.
على خطّ مواز، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، أمس، أن الجولة الجديدة المنتظرة من محادثات السلام قد تكون نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. وأشار غريفيث، في حديث تلفزيوني، إلى أن «المكانين المقترحين لعقد المحادثات هما مدينة جنيف السويسرية، والعاصمة النمسوية فيينا». ويفترض أن يسبق تلك الجولة لقاء في العاصمة الكينية نيروبي، برعاية الأمم المتحدة ومشاركة صندوق النقد والبنك الدوليين، بهدف التوصل إلى «هدنة اقتصادية»، للحدّ من تدهور سعر صرف الريال اليمني، وصرف رواتب موظفي الدولة. وعلى رغم كل تلك المؤشرات ذات الطابع الإيجابي، إلا أن التحالف السعودي ـــ الإماراتي واصل تصعيده العسكري على الأرض، مستهدفاً محافظة الحديدة بمجزرتين جديدتَين، ارتفعت حصيلتهما أمس إلى 20 قتيلاً و10 جرحى بينهم أطفال. وترافق ذلك مع تجدّد المواجهات عند أطراف مدينة الحديدة، بعد محاولة الميليشيات المدعومة إماراتياً استعادة مواقع كانت خسرتها منتصف الأسبوع الجاري.