بعد تطبيق الجزء الثاني من «اتفاق سوتشي» المتعلق بمحافظة إدلب ومحيطها، تشتغل الخطوط الدبلوماسية الإقليمية والدولية في ما يخصّ تكملة هذا الاتفاق أو تحريك اتفاقات مجمّدة مثل «وضعية منبج». إذاً، اتصالات عالية المستوى وتصريحات تحمل رسائل متعددة، شهدتها الخطوط الدبلوماسية يوم أمس، وفي ظل ذلك تواصل تحرير عدد جديد من المواطنين المختطفين لدى «داعش» في السويداء. ففي إطار المرحلة الثانية من هذه العملية، علمت «الأخبار» أن التبادل بين الجيش والتنظيم بدأ ليل أمس، ومن المتوقع الإفراج عن سبع أو عشر من المختطفات، مقابل إفراج الجيش عمّا بين 25 إلى 35 شخصاً من أُسر «أمراء» في «داعش»، كذلك فإن الباقين من المختطفين سيُحرَّرون في عملية تبادل ثالثة خلال أيام.سياسياً، أعلن المكتب الإعلامي للرئاسة التركية، في بيان، أنّ الرئيس رجب أردوغان في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، «أكّدا أهمية اتفاق إدلب، وأهمية تنفيذ خريطة الطريق حول مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي في أقرب وقت ممكن». وبالتزامن مع هذا الاتصال، بدا لافتاً تصريح رئيس البرلمان التركي، بن علي يلدريم، الذي هاجم فيه دعم الولايات المتحدة لـ«الوحدات الكردية»، مشيراً إلى أنّ «من المخزي للولايات المتحدة التي نعتقد أنها حليف لبلادنا، إقامة تعاون استراتيجي مع منظمة إرهابية». كذلك شدّد على أن «الأميركيين لم يوفوا بوعودهم حيال منطقة منبج».
أنقرة: من المخزي لواشنطن إقامة تعاون استراتيجي مع منظمة إرهابية


وفي سياق الأخذ والردّ بين موسكو وواشنطن، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أن «موسكو مستعدة لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة بشأن الملف السوري، لكن واشنطن ترفض هذا الأمر». وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره في مدغشقر: «لدينا قناة لتفادي الحوادث في سوريا، وكنا مستعدين لمزيد من التعاون الجوهري لإيجاد طرق لحل الصراع السوري بأكبر قدر ممكن من الفعالية، وقبل كل شيء بدء عملية عودة اللاجئين وبدء المفاوضات السياسية وضمان القضاء على بقايا الإرهاب الدولي بالكامل على الأراضي السورية... ولكن حتى الآن الولايات المتحدة ليست مستعدة لهذا التعاون الكامل». كذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن «المسلحين يواصلون انتهاكاتهم لنظام وقف إطلاق النار في منطقة خفض التوتر في محافظة إدلب». وأفاد رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، فلاديمير سافتشينكو، بأن «المجموعات المسلحة الناشطة في المنطقة قصفت، خلال الساعات الـ24 الماضية، بلدتين في ريف اللاذقية، وأحد أحياء مدينة حلب، إضافة إلى قصف المسلحين الناشطين في منطقة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي لمواقع القوات الحكومية السورية قرب مدينة تادف».
في إطار استكمال المصالحات المحلية في الجنوب السوري، وتحديداً في محافظة القنيطرة، بدأت أمس تسوية أوضاع عشرات المسلحين من قرى ريف دمشق والقنيطرة، بعد أن سلّموا أسلحتهم للجهات الرسمية. وأوضح رئيس لجنة المصالحة في القنيطرة مأمون جريدة، في تصريح لوكالة «سانا» الرسمية، أن «عمليات التسوية مستمرة في قرى القنيطرة والقرى المتاخمة التابعة لمحافظة ريف دمشق، حتى الانتهاء من تسوية أوضاع جميع المسلحين الذين سلّموا أسلحتهم، وذلك بهدف ضمان عودة الجميع إلى ممارسة حياتهم الطبيعية».