حذر رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، في كلمة في مركز بروكينغز للأبحاث في واشنطن أمس، من أزمة أخرى في بلاده شبيهة بالأزمة السورية إذا استمر مسار العملية السياسة على ما هو عليه الآن، مؤكداً وجود إقصاء لبعض مكونات الشعب العراقي بسبب «الخوف من الماضي». وقال النجيفي إن ثمة انتقائية في تطبيق الديمقراطية في العراق، تؤدي إلى إقصاء مكونات معينة من العملية السياسية والجيش، مشيراً إلى أن هذه السياسة الانتقائية تولد شعوراً بالإحباط لدى سكان عدد من المحافظات. وتجنب النجيفي انتقاد رئيس الوزراء نوري المالكي مباشرة، إلا انه تحدث عن عدم تطبيق اتفاقية أربيل لتوزيع السلطة بعدالة في العراق.
ورأى النجيفي أن تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام «وباء ينبغي اقتلاعه»، مؤكداً أن ذلك لا يعني أن مطالب متظاهري الأنبار لم تكن مشروعة، كما حذر من تصدع العراق قائلاً إن ذلك «سينعكس سلبًا على مصالح الولايات المتحدة»، داعيًا واشنطن إلى تقديم النصيحة «لتقريب وجهات النظر وتقديم الخبرة لتحقيق المصالحة الوطنية». وأشار إلى أن «هناك شعورًا بأن العراق ترك في وقت لم يكن فيه مستقرًا»، و«دخلنا في حالة من عدم التوازن بين مراكز القوى».
من جانبه، رأى النائب عن ائتلاف دولة القانون عباس البياتي أمس، أنّ الدعوة التي أطلقها رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي من واشنطن أول من أمس، لتسليح العشائر، ليست سوى «دعاية انتخابية»، فيما أشار إلى أن الهدف من هذه الدعوة بالأصل هو دمج العشائر في القوات المسلحة؛ مبيناً أن «الحكومة كان لديها مشروع قبل هذه الدعوة لدمج الصحوات وأبناء العشائر في إطار الجيش ليمثل جميع المكونات».
من جهتها، كشفت لجنة الأمن في مجلس بغداد أمس، أن هناك مساعي جادة من قبل من وصفهم بالإرهابيين لتحويل العمليات والمعارك الأمنية من الأنبار إلى بغداد، حيث قال عضو لجنة الأمن سعد المطلبي، إن «الإرهابيين يخططون لصرف انتباه الحكومة عن بقية الإرهابيين في صحراء الأنبار عبر محاولات اقتحام للسجون واستهداف للمدنيين في بغداد». وأضاف المطلبي، وهو من المقربين من المالكي، إن ما جرى من محاولات لاقتحام السجون وإخراج معتقلين دليل على ضعف التجنيد بين صفوف «الإرهابيين»، ومحاولةً لكسب عناصر إرهابيين اعتُقلوا سابقاً، كما رجح استمرار الأوضاع الأمنية على ما هي عليه، إلا في حالة النجاح الشامل للجيش العراقي في القضاء على الخلايا «الارهابية» في الأنبار، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تكون نهاية للإرهاب في العراق.
ميدانياً، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 43 آخرون بجروح أمس، جرّاء استمرار المواجهات المسلحة في محافظة الأنبار بين قوات عراقية ومسلحين من تنظيم «داعش». وقال مصدر أمني في مدينة الرمادي إن «هجمات بقذائف الهاون استهدفت أحياء الملعب والبوفراج وسط وشمال الرمادي، إثر قيام مسلحين بمهاجمة قوات الجيش بقذائف الهاون»، كما أشار مسؤول محلي إلى أن القصف أدى إلى مقتل اثنين من المدنيين واصابة 30 آخرين بجروح، وتعرض أكثر من 35 منزلاً لأضرار مادية كبيرة.
إلى ذلك، أوضح مسؤولون أميركيون، أنهم وضعوا وطوّروا خططاً، ترفع من مستوى التدريبات التي سيتلقاها الجيش العراقي، من قبل مجموعة من القوات الخاصة الأميركية في الأردن.
ووفقا لخبر نشرته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، فإن مسؤولاً أميركياً رفيع المستوى أكد أن العراق لم يتقدم حتى الآن بطلب رسمي، من أجل تولي القوات الأميركية الإشراف على تدريب قواته، لكن المسؤولين العسكريين الأميركيين والعراقيين سبق لهم أن ناقشوا كيفية تطبيق ذلك، مشيراً إلى أن «بغداد» ستقدم طلباً رسمياً خاصاً بالموضوع، عقب الاتفاق على عدد من التفاصيل، ومن المتوقع أن تبدأ التدريبات مع حلول فصل الصيف المقبل.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)