على الرغم من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، امتنع عن التطرق مباشرة للمعلومات عن نيات أوروبية بمقاطعة إسرائيل، إلا أنه اختار الرد على رسائل التهويل والتحذير من تداعيات فشل المفاوضات، عبر الإشارة إلى أن عمليات المقاطعة التي تعرّضت لها إسرائيل في الماضي دفعت اقتصادها إلى الازدهار، مشيراً إلى أن إسرائيل تعرضت للتهديدات و«جيراننا قاطعونا. لكن النتيجة كانت استحداثات واختراعات؛ إذ لم يكن لنا بديل».
أما الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، فرأى أن المخاطر كانت محدقة بإسرائيل على الدوام، مشدداً على قدرتها على الصمود، قائلاً: «لقد جربنا مثل هذه الأمور، شهدنا مقاطعة وانتفاضة، شهدنا حروباً، لكن يمكننا أن نصمد»، مؤكداً في الوقت نفسه أن ذلك لا يعني «أنه ينبغي الوصول إلى هناك».
وعن تأثير الوضع السياسي على اللقاءات التجارية، رأى بيريز أن لكل آراءه الخاصة به، وفي نهاية المطاف نأتي إلى هنا كي نقوم بالأعمال التجارية حيث توجد هنا فرصة للقاء بلا وسطاء مع مستثمرين ومندوبين لشركات كبرى. وأوضح أنه إذا تحدثنا عن المواضيع السياسية، فسيجري تناول ـ بشكل عام ـ إيران والأزمة الكبرى في سوريا.
رغم الطابع الاقتصادي للمؤتمر، إلاّ أنه شكّل مناسبة للقاء بين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركية جون كيري، بهدف محاولة التوصل إلى «ورقة إطار» تحدد أسس حل القضايا الجوهرية في الصراع، لتشكّل أساساً لاستمرار المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وبحسب تعبير وزير الخارجية الأميركي، إن «ورقة الإطار ستوضِح الصورة التي يعتقدها الطرفان بشأن الحل الدائم واتفاق السلام، وتشمل الأسس المتفق عليها بشأن طريقة استمرار المفاوضات حول الحل الدائم»، مضيفاً أن الورقة تشمل أيضاً خطوطاً موجهة أو خريطة طريق توصل الطرفين ليس إلى حل مؤقت، بل إلى الحل الدائم ونهاية الصراع وانتهاء المطالب وإقامة دولة فلسطينية وانتهاء الاحتلال وضمان أمن إسرائيل.
وخلال كلمته أمام المنتدى الاقتصادي، قال كيري: «إن الولايات المتحدة أبعد ما تكون عن فك التزامها، بل هي فخورة بكونها أكثر التزاماً من أي وقت مضى، وتقوم بدور حاسم كما تفعل على الدوام، في عملية البحث عن السلام والازدهار والاستقرار في العالم».
وفي مؤتمر صحافي على هامش «دافوس»، أمس، حذّر وزير الخارجية الأميركي من أن أي فشل في المفاوضات الحالية، لن يضمن للفلسطينيين في المستقبل إقامة دولة مستقلة لهم.
وقال كيري، إن أي اتفاق سلام اسرائيلي ــ فلسطيني ينبغي أن يضمن الأمن على الحدود الأردنية، مؤكداً أن كافة الأطراف متفقة على ضمان الأمن في هذه المنطقة.
في المقابل، حدد نتنياهو عنوان الاقتراح الأميركي، بعبارات اختارها بدقة، بالقول إن كيري لا ينوي تقديم «اتفاق اطار» له وللرئيس الفلسطيني محمود عباس، بل «اطار لاستمرار المفاوضات»، وقال نتنياهو: «إن توقيع اتفاق مع الفلسطينيين حالياً غير وارد وحتى على اتفاق إطار».
كذلك شدد نتنياهو في مؤتمر صحافي على هامش مشاركته في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، دافوس، على أنه لا ينوي «إخلاء أو اقتلاع أي إسرائيلي من بيته»، وهو ما سبق أن اكده خلال الاسابيع الماضية في جلسة كتلة الليكود، وضمن جلسات مغلقة.
إلى ذلك، اكدت وزيرة القضاء، رئيسة ملف المفاوضات تسيبي ليفني، أن إسرائيل «لن تتخلى عن مصالحها الحيوية الوجودية بسبب تهديدات بالمقاطعة أو بإطلاق انتفاضة ثالثة»، مضيفةً أن تل أبيب تحظى بتقدير كبير لدى الأسرة الدولية بسبب إنجازاتها التكنولوجية والاقتصادية، ولكنها موجودة دوماً قيد الاختبار في ما يتعلق بالنزاع مع الفلسطينيين.
وفي سياق ردّها على الانتقادات التي وُجّهت إليها بأن تحذيراتها هي التي قد تدفع الأسرة الدولية إلى فرض المقاطعة الاقتصادية عليها، لفتت ليفني خلال مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية إلى أنّ «من الصعب شرح الفكرة القديمة المتمثلة بأرض إسرائيل الكاملة للأسرة الدولية».




أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تأييد «بلاده لمواصلة المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، مشيراً خلال لقائه نظيره الفلسطيني رياض المالكي في دافوس، إلى أن «موسكو تتفهم الصعوبات التي تكتنف عملية التسوية»، آملاً «التوصّل إلى اتفاق على أساس القانون الدولي يرضي الجانبين».