اعتبر لافروف أن تهديد وحدة سوريا يأتي الآن من «شرق الفرات»
وضمن النشاط التركي الخاص بالعمل على اتفاق إدلب، سوف يلتقي وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف، في نيويورك في موعد لم يحدد بعد. وأشار الوزير التركي الذي كشف عن اللقاء، أن فرقاً فنية تركية وروسية اختتمت أمس اجتماعات بدأت الأربعاء الماضي، وتوصلت إلى اتفاق في شأن حدود المنطقة «منزوعة السلاح». وأضاف أن هذا يحتّم ضرورة «تنفيذ الخطوات الأخرى في إطار مذكرة التفاهم الموقعة، وتحقيق وقف إطلاق نار كامل، والتركيز على الحل السياسي». وبدوره، أكد لافروف الوصول إلى الاتفاق بين الفرق الفنية، غير أن تصريحاته أمس حملت تشديداً لافتاً على أن الاتفاق الخاص بمنطقة إدلب «مرحليّ» وهو يهدف إلى «إزالة خطر الإرهاب». وذكّر بأن على أفراد التنظيمات الإرهابية وبخاصة «هيئة تحرير الشام» مغادرة المنطقة «منزوعة السلاح» بحلول منتصف تشرين الأول المقبل. وتثير هذه النقطة أسئلة كثيرة حول قدرة تركيا على إقناع أو أجبار تلك الفصائل على تحريك قواتها بعيداً من خطوط التماس، لا سيما بوجود مواقف «جهادية» تعارض هذا الخيار بالمطلق. وفي انتظار بيان الخطوات المقبلة على الأرض، بدا لافتاً أمس أن وكالة «الأناضول» التركية نشرت تقريراً بعنوان «إدلب السورية تحت حصار الإرهابيين الأجانب»، قالت فيه إن «22 ميليشيا أجنبية إرهابية تابعة لإيران موجودة في 232 نقطة في محيط إدلب».
وعلى صعيد آخر، وفي أعقاب تعزيز الولايات المتحدة الأميركية لحضورها في الشرق السوري وانعكاس ذلك توتراً في العلاقة بين دمشق و«الإدارة الذاتية»، اعتبر وزير الخارجية الروسي أمس أن «التهديد الحقيقي لسلامة الأراضي السورية، يأتي من الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث يتم إنشاء كيانات مستقلة تحت نفوذ الولايات المتحدة». وترافق ذلك بتصريحات مشابهة من عدة مسؤولين روس، حمّلت واشنطن مسؤولية الأزمة الإنسانية في مخيم الرقبان على حدود الأردن. وفي تعليق على كلام لافروف، قال الناطق باسم «مجلس سوريا الديموقراطية» أمجد عثمان، إن «مشروع شرق الفرات ليس انفصالياً، وإننا الطرف الوحيد الذي أبدى استعداده للمفاوضات من أجل حل سياسي يضمن وحدة البلاد»، معرباً عن اعتقاده أن «الدور الروسي كان يجب أن يساهم في خلق التهدئة وليس التصعيد بإطلاق التهديدات في ظل واقع سوري شديد الحساسية».