تونس | حالة من الترقب يعيشها الشارع التونسي في انتظار أن يعلن رئيس الحكومة مهدي جمعة تشكيلة حكومته التي تعهد بها منذ الرابع عشر من كانون الأول، بعد التوافق على تكليفه. ولأن الأخبار المؤكدة انتشرت حول تقليص أعضاء الحكومة الجديدة الى 17 وزيراً فقط، فضلاً عن الاستغناء عن بعض الوزارات ودمج بعضها الآخر، فإن الجدل لا يزال قائماً حول «الكفاءات» التي ستشرف على كل وزارة. ورغم أن معظم الأسماء المطروحة كانت محل رضىً، أثار بعض المرشحين جدلاً في الأوساط السياسية والاجتماعية.
ولعل أبرز هذه الأسماء لطفي بن جدو، وزير الداخلية الحالي الذي تقترح بعض الأطراف أن يبقى في منصبه، وروني الطرابلسي اليهودي التونسي المرُشّح الأبرز لوزارة السياحة، رغم أنه لم يُعلَن رسمياً عن هذا الترشيح. وخلافاً لوزير الداخلية، الذي يلقى مطلب التجديد له رفض أحزاب اليسار، يبدو أن روني الطرابلسي يجد نفسه في مواجهة اليمين التونسي باعتبار أنه تونسي يهودي يعيش في فرنسا.
وأكثر من ذلك، الطرابلسي أيضاً ابن رئيس لجنة تنظيم زيارة كنيس الغريبة في جزيرة جربة، زعيم الطائفة اليهودية في تونس بيرس طرابلسي.
ومع أن الجدل لا يزال يدور في حيز العالم الافتراضي بين مستخدمي صفحات التواصل الاجتماعي، لا يرى عدد كبير من التونسيين أي مشكلة في تولّي يهودي وزارة في الحكومة المنتظرة خدمة لمصلحة الوطن، خصوصاً أن روني الطرابلسي هو من أبرز الداعمين للسياحة التونسية في أوروبا.
غير أن جزءاً آخر أعلن الحرب على الطرابلسي. فقد شُنّت حملات في عدد من صفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت، والمنسوبة إلى حركة النهضة وعدد من التيارات الدينية، ضد تولي يهودي منصب وزير السياحة، بسبب دعواته المستمرة إلى فتح أبواب البلاد أمام الإسرائيليين من دون قيد أو شرط، كذلك فإنه وُصِف بأنّه أحد أبرز داعمي إسرائيل في العاصمة الفرنسية باريس.
ويبدو أن هناك توجهاً عاماً داخل «النهضة» لرفض تعيين الطرابلسي في أي منصب حكومي في الحكومة المقبلة، ليس فقط لرفض الشق المتطرف في الحركة لشخص يهودي في صلب الحكومة، بل أيضاً بسبب قربه من عديد من الشخصيات الفاعلة في حركة نداء تونس المعارضة.