كشفت حركة السلام الاسرائيلية عن أن حكومة بنيامين نتنياهو وافقت على خطة توسيع استيطاني جديدة، تحت إشراف وزارة الدفاع الاسرائيلية، تضم بناء 381 وحدة سكنية في غفعات زئيف الواقعة شمال غرب القدس المحتلة. ولفتت إذاعة الجيش الى أهمية بناء هذه الوحدات بالقول إن هذا الحي يحتل أهمية استراتيجية، لكونه يؤدي الى تواصل جغرافي بين المستوطنة والقدس، بحيث تصبح غفعات زئيف جزءاً لا يتجزأ من المدينة.
ونقلت الإذاعة عمّا سمّته مصادر خاصة أن الامر مرتبط بوزير الدفاع، إلا أن وزير الاسكان أريئيل اتياس وعد بالمضي قدماً في هذه الخطة من أجل الوصول الى مرحلة تطبيقها على أرض الواقع.
وكان قرار إسرائيل بناء 1400 وحدة استيطانية قد أثار ردود فعل بعض الدول الغربية مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا التي استدعت سفراء إسرائيل لديها، معتبرة أن إصرار إسرائيل على الاستمرار في بناء الوحدات الاستيطانية يساهم في استمرار جو عدم الثقة الذي يسيطر على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
في المقابل، دان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «بشدة» القرار الاستيطاني. وأوضح أن هذا القرار «يؤكد أن حكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو ترغب فقط في استمرار الاستيطان الذي يدمر كل أفق للسلام». وفي ما يتعلق بالمفاوضات، استبعد عريقات تمديد فترة المفاوضات لأكثر من تسعة أشهر، مشيراً الى أنه بالرغم من أنه «لم يعرض علينا تمديد المفاوضات من أي أحد، إلا أننا لن نمدد المفاوضات ليوم واحد إضافي بعد فترة التسعة أشهر التي تم الاتفاق عليها».
من جهته، رأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الروماني ترايان باسيسكو، أن القيادة الفلسطينية تسعى الى إنجاح عملية السلام الفلسطينية ــ الاسرائيلية التي من شأنها إقامة دولة فلسطينية على كامل التراب المحتل عام 67، وعاصمتها القدس الشرقية. وأضاف عباس: «اتفقنا على مفاوضات استمرت لتسعة أشهر، وقمنا بعدد كبير من جولات المفاوضات المباشرة، وناقشنا مختلف القضايا الأساسية، لا يوجد الآن حديث عن التمديد لهذه المفاوضات، ولكن هناك حديث عن التركيز في المدة الباقية، وعلينا أن نركز على الوقت، ولا نهرب إلى التمديد، علماً بأنه لم تُبحث معنا مسألة التمديد». وجدد عباس رفضه لأي وجود إسرائيلي على أراضي الدولة الفلسطينية. وتابع أيضاً «أجرينا مباحثات مهمة ومعمقة مع الرئيس الروماني، بحثنا من خلالها السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وأطلعناه على مجمل المعوقات التي تعترض عملية السلام، بما فيها الاستيطان الإسرائيلي، وما يجري من تغيير لمعالم القدس الشرقية، واحتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين إلى جانب الاعتداءات اليومية التي يقوم بها المستوطنون».
في سياق آخر، شكك رئيس المعارضة وحزب العمل، يتسحاق هرتسوغ، في قدرة نتنياهو على تحقيق السلام، مؤكداً أنه «يتمتع بالحكمة لصنع السلام وإدراك المخاطر الحقيقية التي تواجهها إسرائيل، إلا أنه لا يتحلى بالجرأة اللازمة لذلك». وتعهد هرتسوغ بمنح نتنياهو شبكة أمان سياسية في حال تمرد ائتلافه اليميني إذا ما حصل تقدم في المفاوضات السلمية.
من جهة أخرى، حرص رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر على إسماع القادة الإسرائيليين ما يحبون أن يسمعوه من مسؤول غربي، ولم يفوّت فرصة التنافس على إظهار أكبر قدر من التعاطف مع السياسات الرسمية، حتى بدا كما لو أنه صديق نتنياهو أكثر من كونه صديقاً لإسرائيل. وأشار هاربر الى أن موقف بعض الدول الغربية من الصراع الاسرائيلي الفلسطيني «ريائي» وغير متوازن. وأضاف هاربر أن أي مقارنة بين إسرائيل وجنوب أفريقيا خلال فترة سياسة الفصل العنصري «مقززة»، مؤكداً أن بعض منتقدي إسرائيل ينغمسون في «معاداة جديدة للسامية»، الامر الذي استقبل بحفاوة لدى المسؤولين الاسرائيليين. وانتقد هاربر موجة الهجمات التي تتعرض لها إسرائيل، معتبراً أنها «الدولة الوحيدة في العالم التي يتعرض أصل وجودها لهجوم، وهي معرضة دائماً للتنديد المعلن بها»، معلناً التزامه بالدفاع عنها «مهما يكن الثمن».