هدّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس «بوقف البرنامج النووي العسكري» الايراني بعد يوم من دخول اتفاق جنيف النووي بين ايران ومجموعة الدول الست «5+1»، حيز التنفيذ. وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن وفداً أميركياً رفيع المستوى سيصل إلى إسرائيل الأسبوع المقبل، من أجل إجراء مباحثات حول تنفيذ الاتفاق المرحلي بين إيران ودول «5+1»، وبدء المفاوضات بين الجانبين حول الاتفاق الدائم.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤول أميركي، إن الوفد الذي سيرأسه المستشار الأعلى للرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، فيليب غوردون، يضمّ خبراء في الشؤون النووية وشؤون العقوبات، وسيلتقي مسؤولين إسرائيليين كباراً في ديوان رئيس الوزراء ووزارتي الخارجية والدفاع والأجهزة الاستخبارية من أجل شرح الاتفاق المرحلي لهم.
وكشف المسؤول عن تنسيق أميركي إسرائيلي جرى خلال الأسابيع الماضية عبر دوائر الفيديو المغلقة، مشيراً إلى التزام واشنطن العمل بشفافية مع تل أبيب، نظراً إلى وجود «مصلحة مشتركة في منع إيران من تطوير سلاح نووي أو الحصول عليه».
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكندي ستيفن هاربر، في القدس المحتلة أمس، قال رئيس الحكومة الاسرائيلية: «يجب وقف البرنامج النووي العسكري الإيراني، وسيجري ايقافه».
واضاف إن «ايران نووية لن تعرّض اسرائيل فقط للخطر، بل ستهدد السلام والامن في منطقتنا»، مشيراً الى ان ذلك «سيعطي مظلة نووية لوكلاء ايران الارهابيين».
وكان نتنياهو قد تطرق في خطاب ألقاه في الكنيست أول من أمس إلى بدء تطبيق الاتفاق الإيراني ــ الغربي، قائلاً إن الاتفاق لا يمنع إيران من تحقيق نيتها بإنتاج سلاح نووي. ورأى أن إنتاج المادة الانشطارية التي هي لب القنبلة النووية يشبه قطاراً يمر بثلاث محطات: محطة تخصيب اليورانيوم بمستوى 3.5 في المئة، ومحطة التخصيب بمستوى 20 في المئة، والمحطة النهائية بمستوى 90 في المئة.
وأضاف أن «اتفاق جنيف ألغى محطة الـ 20 في المئة، لكنه أبقى القطار على السكة الحديدية، بل إنه مكّن إيران من أن تُحسّن وتطور القطار بتطوير أجهزة طرد مركزي جديدة، بحيث تستطيع حين يحين الوقت من أن تنطلق إلى المحطة النهائية، في زمن أقل من مسار إكسبرس من دون أن تقف في المحطة الوسطى». وشدد نتنياهو على ضرورة أن يسقط المجتمع الدولي في الاتفاق الدائم مع إيران «القطار النووي من على السكة، ولا يجوز أن تبقى إيران مع قدرة على صنع قنابل نووية».
من جهته، قال مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، رون بروش أور، إن إيران تواصل انتهاج أسلوب الكذب والمخادعة. وأضاف في مقابلة إذاعية إنه قد أصبح جلياً للعيان أن طهران ضالعة في أعمال العنف التي في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

وكانت صحيفة «معاريف» قد ذكرت أن دوائر صناعة القرار والدوائر الاستخبارية في إسرائيل ترى أن احتمال أن تتخلى إيران عن برنامجها النووي هو صفر، وأن الاتفاق مجرد خدعة تستهدف تخفيف العقوبات على طهران، في وقت تواصل فيه تطوير قنبلتها الأولى، بعيداً عن أعين مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة، عمير رابيبورت، إن تقديرات الحكومة الإسرائيلية هي أن الولايات المتحدة لن تهاجم إيران في عام 2014، كما أنه بالنسبة إلى إسرائيل، فإن الظروف السياسية القائمة لا تتيح اللجوء إلى خيار الهجوم العسكري.
ورأى الكاتب أنه بالرغم من ذلك، يمكن للوضع أن يتغير في غضون أشهر، «فاذا ما نجحت اسرائيل في جمع أدّلة استخبارية على أن ايران تواصل «العمل» على القنبلة الذرية، فان المجلس الوزاري كفيل بان ينعقد في جلسات دراماتيكية ويأمر بالهجوم في الصيف او في الخريف القريبين».
من جهة ثانية، أعلن المستشار الأعلی لرئیس الجمهوریة الايرانية، محمد رضا صادق، أن الرئیس حسن روحاني، سیتوجه اليوم الی دافوس للمشاركة في المنتدی الاقتصادي العالمي.
إلى ذلك، أرسلت البحرية الايرانية سفينة حربية ومدمرة الى المحيط الأطلسي وذلك لأول مرة‌.
وقال قائد سلاح البحر في الجيش الايراني، الأميرال حبيب الله سياري، إن مهمة‌ السفينتين ذات طبيعة‌ معلوماتية وعسكرية وتدريبية، حيث أوكلت اليهما كذلك مهمة توفير الأمن للخطوط البحرية التي تستخدمها السفن الايرانية في المياه الحرة.
(أ ف ب، إرنا، رويترز)