أعلن إسلاميّو حزب العدالة والبناء أمس سحب وزرائهم من الحكومة الليبية التي يرأسها علي زيدان، بعد أن فشلوا في الحصول على سحب الثقة من هذه الحكومة في المؤتمر الوطني العام، بينما جدد رئيس الحكومة التأكيد أنه لن يستقيل، في وقت لا يزال فيه الحذر يسود مناطق سبها وبني وليد بعد اشتباكات بين مسلّحين والقوى الأمنية.
وجاء في بيان أن «حزب العدالة والبناء يُعلن سحب وزرائه من حكومة علي زيدان، ويُحمّل الطرف الداعم للحكومة (في المؤتمر) المسؤولية كاملة».
ورأى الحزب التابع للإخوان المسلمين، في بيان، أن «هذه الحكومة غير قادرة على الخروج بالبلاد الى برّ الأمان»، وأنها فشلت في «إنجاز استحقاقات المرحلة» الانتقالية.
وكان الحزب حتى الآن يتولى خمس حقائب في الحكومة وهي النفط والكهرباء والاسكان والاقتصاد والرياضة.
وأعلن مئة من نواب المؤتمر الوطني العام (البرلمان) أنهم فشلوا في سحب الثقة من حكومة زيدان، ودعوه الى الاستقالة تفادياً لتفاقم الأزمة في البلاد.
وفي بيان وقّعه 99 نائباً، يقرّ معارضو رئيس الوزراء بأنهم فشلوا في الحصول على الأصوات المئة والعشرين الضرورية لحجب الثقة عن الحكومة بعد ثلاثة أسابيع من المشاورات بين مختلف الكتل السياسية في المؤتمر.
لكنهم أعلنوا في مؤتمر صحافي أن هذا البيان لا يعني نهاية المشاورات الرامية الى الحصول على عدد الأصوات اللازمة لإسقاط الحكومة.
وجاء في البيان الذي تلاه عبد الرحمن الشاطر، أن حجب الثقة من زيدان ناجم عن «فشل حكومته الذريع» في مجالات الأمن والاصلاح الاداري الرامي الى اعتماد اللامركزية والفشل في تسوية أزمة الموانئ النفطية المعطلة في شرق البلاد من طرف محتجين منذ عدة أشهر.
وأكد منتقدو زيدان في بيانهم أن الثقة قد سُحِبت «سياسياً» منه بعد حصول العريضة على 99 توقيعاً مؤيداً لحجب الثقة من أصل 194 عضواً في المؤتمر الوطني العام.
من جهته، جدد رئيس الحكومة، المدعوم بـ94 نائباً في المؤتمر الوطني معظمهم من الحزب الليبرالي وتحالف القوى الوطنية، التأكيد أمس أنه لن يستقيل.
وفي تصريح إلى قناة «ليبيا الأحرار» اتهم زيدان مجدداً الاخوان المسلمين بالوقوف وراء المبادرات الرامية الى إطاحة حكومته.
ميدانياً، قُتِل خمسة أشخاص على الأقل وأُصيب عشرون آخرون أمس في غرب طرابلس في مواجهات بين ثوار سابقين ومجموعات مسلحة يتهم افرادها بأنهم من أنصار النظام السابق، حسبما ذكر مصدر طبي.
وفندت الحكومة المؤقتة «الشائعات» المتداولة حول دخول قوات أجنبية عبر الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد، حيث أكدت عدم صحة هذه الأنباء التي «تروّجها بعض الفئات وعناصر تحاول بث الشائعات لغرض إثارة البلبلة والقلق بين المواطنين الآمنين».
وشهدت مدينة سبها (جنوبي طرابلس حيث معقل أنصار الزعيم الراحل معمر القذافي) هدوءاً حذراً جداً بعد اشتباكات جرت حتى ساعات الفجر الأولى من ليلة الاثنين بين الجيش والجماعات المسلحة على مواقع عسكرية في المدينة، بعدما سيطرت هذه الجماعات على قاعدة «تمنتهت» الجوية.
وأوضحت مصادر طبية في مركز سبها الطبي أن المركز استقبل اثنتي عشرة حالة إصابة جراء هذه الاشتباكات، من بينها ثلاث وفيات، فيما قام المركز بإحالة عدد من الإصابات على مدينة طرابلس للعلاج. من جهة ثانية، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن السلطات الليبية أخفقت في إتمام أي تحقيقات في الاغتيالات السياسية الدوافع والهجمات على المتظاهرين في كل من بنغازي وطرابلس، والاعتداءات على الصحافيين والبعثات الدبلوماسية الأجنبية في البلد.
وقالت المنظمة الدولية المعنية بحقوق الإنسان في تقريرها الخاص عن ليبيا لعام 2013، إن «السلطات الليبية برّرت هذا الإخفاق بدعوى الافتقار إلى الموارد الكافية وصعوبة الوضع الأمني».
(أ ف ب، الأخبار)