تواصل القوات العراقية تنفيذ عمليات لملاحقة مسلحي تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، وآخرين مناهضين للحكومة في محافظة الأنبار حيث فرض التكفيريون تطبيق الشريعة الإسلامية على مدينتي الرمادي والفلوجة. وأكد ضابط برتبة رائد في شرطة الرمادي أمس «استمرار تنفيذ العمليات لطرد مسلحي «داعش» من مناطق في وسط مدينة الرمادي وجنوبها»، مضيفاً «أصيب 12 من عناصر الشرطة وأبناء العشائر برصاص قناصين من تنظيم «داعش» خلال الساعات الماضية، استهدف أحياء الملعب والضباط، في وسط الرمادي».

وذكر ضابط الشرطة أن القوات العراقية والصحوات وأبناء العشائر يواصلون السيطرة في مدينة الرمادي، فيما تواصل قوات من الجيش الانتشار على أطراف مدينة الرمادي.
وما زالت مدينة الفلوجة، ثاني أهم مدن محافظة الأنبار، خارج سيطرة القوات العراقية منذ نحو ثلاثة أسابيع، وفقاً لمصادر أمنية ومحلية.
وأكد شهود عيان استمرار انتشار مسلحين من تنظيم «داعش» في الفلوجة، فيما يتمركز أبناء العشائر على الأطراف الخارجية للمدينة.
وأفاد شاهد عيان من أهالي الفلوجة عن قيام تنظيم «داعش» بتشكيل «هيئة شرعية داخل المدينة ومحكمة خاصة ونصب نقاط تفتيش في شوارع المدينة لمحاسبة المخالفين لها، كما منعوا اختلاط الرجال مع النساء في الأسواق والأماكن العامة، إضافة إلى منع المرأة من الخروج من دارها من دون محرم».
وأضاف أن «التنظيم فرض على النساء في الفلوجة ارتداء النقاب وغلق صالونات التجميل لهن ومحال بيع الكماليات والألبسة النسائية في المدينة، إضافة إلى محاسبة محال الحلاقة الرجالية، وتحذيرها من قيام أصحابها ومرتاديها من حلاقة الذقن والقيام بقص تسريحات شعر غربية».
وأعلن حلف شمالي الأطلسي «الناتو» وقوفه مع العراق في حربه الجارية حالياً ضد ما سمّاه «الإرهاب»، مبدياً استعداده لتقديم المساعدات الفنية في مجال التدريب وبناء القدرات.
وأكد الحلف، حسب بيان لوزارة الداخلية العراقية، وقوفه مع العراق في حربه ضد «الارهاب» المتمثل في القاعدة وفروعها، مع تأكيد دعم الناتو ومساعدته لمبادرة الحكومة لعقد مؤتمر دولي للتصدي لظاهرة الإرهاب في بغداد خلال الفترة القريبة القادمة.
من جهته، بحث رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في واشنطن تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق، لا سيما الأزمة في الأنبار، فيما أكدا ضرورة التمييز بين القاعدة والمطالب المشروعة لأهل الأنبار.
وقال ائتلاف متحدون، في بيان نشر أمس، إن «الجانبين بحثا خلال اللقاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية في ضوء العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين»، مشيراً إلى «أنهما اتفقا على أهمية إعطاء الفرصة للحلول السياسية والركون إلى الحوار لتجاوز الأزمة».
وتابع الائتلاف: «النجيفي وكيري أكدا مشروعية الاستمرار في الحرب ضد الإرهاب إلى حين القضاء عليه، مع الأخذ بنظر الاعتبار ضرورة التمييز بين القاعدة والمطالب المشروعة لأهل الأنبار».
إلى ذلك، وافق مجلس الوزراء العراقي أمس على تحويل قضاءي «تلعفر» و«طوز خورماتو»، شمال البلاد، إلى محافظتين مستقلتين.
وقال النائب في البرلمان العراقي، عن دولة القانون، عباس البياتي، إنه «سيتم تحويل قرار مجلس الوزراء إلى البرلمان للتصويت عليه في وقت لاحق.»
وبتحويل قضاءي تلعفر وطوز خورماتو إلى محافظتين، تكون الأقضية التي وافق مجلس الوزراء على تحويلها إلى محافظات قد بلغت ثلاثة، بعد أن وافق في 31 كانون الأول الماضي على تحويل قضاء «حلبجة» التابع لمحافظة السليمانية إلى محافظة جديدة تابعة لإقليم شمال العراق.
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب)