غزة | بينما يواصل مبعوث «السلام» في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، مساعيه للوصول إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة، بالتوازي مع الجهود المصرية، تواصل السلطة الفلسطينية مساعيها على أكثر من محور لمنع تنفيذ أي تهدئة أو تحسين في القطاع، إذ وصل الأمر إلى التقدم بشكوى رسمية ضد ملادينوف في الأمم المتحدة.وفق مصدر فلسطيني تحدث إلى «الأخبار»، تسبّبت السلطة وحركة «فتح» في إحراج السلطات المصرية أمام الفصائل الفلسطينية، بعدما كان هناك اتفاق مسبق بعودة الفصائل إلى العاصمة القاهرة بعد لقاء جمع جهاز «المخابرات العامة» بـ«فتح» لإقناعها بالانضمام إلى الاجتماعات حول كل من المصالحة والتهدئة، إذ قررت الاعتذار ورفضت حضور أي اجتماع، الأمر الذي اضطر المخابرات المصرية إلى الاعتذار من الفصائل، طالبةً تأجيل السفر ثلاثة أيام نظراً إلى سفر وزير المخابرات عباس كامل في جولة طارئة على عدد من الدول.
ومنذ الاعتذار المصري الذي مضى عليه أسبوع، لم تتواصل «المخابرات العامة» مع الفصائل للتشاور، الأمر الذي يشير إلى وجود عقبات وضعتها «فتح» والسلطة أمام المصريين جراء الأنباء التي تحدثت عن تقدم كبير في ملف التهدئة. وخلال الأسبوع الماضي، عمدت «فتح» إلى تنفيذ حملة إعلامية ودبلوماسية لمواجهة تجاوزها في غزة بعد تقدم مباحثات التهدئة، وقيل إنها ستقدم ورقة مكتوبة خلال أسبوعين للأطراف حول التهدئة، كما تحدث أخيراً قائد «حماس» في غزة، يحيى السنوار، خلال لقائه مع الكتّاب والمحللين قبل يومين.
فوق ذلك، ذهبت السلطة أبعد من معارضة التهدئة واتهام «حماس» بالسير في «صفقة القرن» الأميركية لتسوية القضية الفلسطينية، وقدمت شكوى بحق ملادينوف في الأمم المتحدة. وقال أحمد مجدلاني، وهو عضو «اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير»، مبرراً الشكوى، إن «ملادينوف ودولة قطر يعملان على تمرير المشروع الأميركي في غزة وتصفية القضية».
من جهة أخرى، علمت «الأخبار» أن رئيس السلطة، محمود عباس، يسعى إلى إيقاف الحراك السياسي الجاري في القاهرة، بعدما تقدم بطلب إلى المصريين بوقف أي خطوات تجاه غزة، لأنه ذاهب خلال الشهر المقبل إلى «خطوات كبيرة في الأمم المتحدة لتغيير وضع فلسطين كي تصير دولة دائمة العضوية». ووفق مستشاره نبيل شعث، سيلقي عباس خطاباً شاملاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل، يليه عقد دورة جديدة لـ«المجلس المركزي» واتخاذ قرارات عدة، «لتكون مفتاح الحملة المقبلة لمواجهة كل المخططات التي تعصف بالقضية». كذلك، ذكر مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، رياض منصور، أن «القيادة ستتقدم خطوات إضافية نحو العضوية الكاملة عبر قرار ستطرحه في الجمعية العامة لتحسين الوضع القانوني لدولة فلسطين، تلبية للقيام بدورها بالكامل كرئيس لمجموعة 77 والصين طوال العام المقبل 2019»، مشيراً إلى أنه في حال صدر قرار من مجلس الأمن يوصي بعضوية دولة فلسطين في الأمم، فإن فلسطين تملك في الجمعية العامة ثلثي الأصوات التي ستصوّت لنيلها العضوية.