في غمرة موجة الترحيب الدولية بقرار «الائتلاف» المعارض المشاركة في «جنيف 2»، كانت دمشق، التي حسمت باكراً مسألة ذهابها إلى المؤتمر، تكرّر على لسان رئيسها توجهاتها في المرحلة المقبلة. ونقل النائب الروسي ألكسندر يوشينكو عن الرئيس بشار الأسد، قوله إنّه مستعد لمنافسة المرشح المحتمل للمعارضة السورية، في الانتخابات الرئاسية المقبلة. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها يوشينكو لوكالة «إيتر تاس» الروسية الرسمية بعد مشاركته في الوفد البرلماني الذي التقى الأسد في دمشق أمس. وأوضح النائب الروسي أنّ الرئيس السوري قال خلال اللقاء إنّ «الشعب السوري وحده سيقرر عبر الانتخابات من سيكون القائد في المستقبل».
في السياق، وبعد لقاء مع وفد من الكنيسة الإنجيلية في دمشق، أول من أمس، قال الأسد «إنّ المجتمع السوري لم ولن يقبل الفكر المتطرف مثل الفكر الوهابي التكفيري»، محذراً من أنّ «هذه النوعية من الفكر لا تهدد سوريا وحدها، وإنما أيضاً كل دول المنطقة». وأضاف إنّ المشكلة الأساسية في طريقة تعامل قادة الولايات المتحدة والغرب مع قضايا الشرق الأوسط «تكمن في أنهم بعيدون عن الفهم الحقيقي لواقع وطبيعة المنطقة ومصالح شعوبها، ويعملون وفقاً لمصالحهم الشخصية».
إلى ذلك، نفى المكتب الإعلامي في الرئاسة السورية، أمس، تصريحات نسبت إلى الأسد ونشرتها وكالة أنباء «أنتر فاكس» الروسية، وفيها أنه لا ينوي التنحي عن السلطة. وذكر المكتب الإعلامي، في بيانه، أن «كل ما يُنقل عن لسان الرئيس الأسد عبر وكالة أنتر فاكس الروسية غير دقيق». وأشار البيان إلى أنّ «الرئيس لم يجر أي مقابلة مع الوكالة» التي نقلت عن الأسد عدم التنازل عن السلطة، وأن الأمر غير مطروح للنقاش.
من جهة أخرى، دعت إيران إلى مقاربة «واقعية» لحل الأزمة السورية خلال مؤتمر «جنيف 2». ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إيسنا) عن نائب وزير الخارجية، أمير عبد اللهيان، قوله إنّ القرارات التي ستتخذ في سويسرا «يجب ألا تؤدي إلى تقوية حركات متطرفة في سوريا»، مشيراً إلى أنّ «الحل الديموقراطي سيتم التعبير عنه عبر تصويت السوريين».
في سياق آخر، قرّر المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل وقف توزيع الأقنعة الواقية على السكان ابتداءً من نهاية شباط المقبل، معللاً ذلك بانخفاض منسوب الخطر الكيميائي في أعقاب تجريد سوريا من أسلحتها الكيميائية. وأعلن مكتب رئاسة الوزراء، في بيان أمس، أنّ القرار اتخذ بناءً على تقدير المؤسسة الأمنية بحصول انخفاض كبير في التهديد المتمثل بتعرض إسرائيل لهجوم كيميائي. ولفت البيان إلى أن إنتاج الأقنعة سيستمر بعد نهاية شباط بوتيرة مقلّصة، إلا أنه لن يتم توزيعها على السكان وستكون مخصصة لقوات الإنقاذ فقط، على أن يتم اتخاذ قرار إضافي في الموضوع نهاية العام الجاري بعد إجراء تقدير وضع جديد في المؤسسة الأمنية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، إنّ «قرار وقف التوزيع موزون ومسؤول، ويأخذ في الاعتبار التغيير في التهديدات الإقليمية وقوة وقدرات دولة إسرائيل». وكانت قيادة الجبهة الداخلية في جيش العدو قد أوصت، في السابق، بأن يُتخذ القرار بشأن وقف توزيع الأقنعة فقط بعد وقت من استكمال تفكيك الترسانة الكميائية السورية. كذلك أوصت بمواصلة التزود بالأقنعة الواقية حتى استنفاد الموازنات التي سبق أن رصدت لهذا الأمر. وتحتفط قيادة الجبهة الداخلية في مخازنها بنحو 700 ألف قناع حالياً، فيما تم توزيع أقنعة على نحو 60 في المئة من السكان الصهاينة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)