هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باستئناف سياسة الاغتيالات ضد قادة «حماس» في قطاع غزة، رداً على التصعيد الذي تشهده جبهة القطاع في الفترة الأخيرة. وقال نتنياهو، في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس، «نحن عازمون على الحفاظ على الهدوء في الجنوب، وسنفعل ذلك بواسطة سياسة الإحباط المسبق، وكذلك بواسطة الرد القوي ضد من يحاول المس بنا أو استهدافنا». وأضاف محذراً حماس «أقترح على حماس أن تأخذ بالحسبان هذه السياسة».
ووفقا لمعطيات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، فإن منسوب النيران من غزة باتجاه العمق الإسرائيلي ارتفع خلال الشهر الماضي بثلاثة أضعاف، قياساً إلى المتوسط الشهري لعام 2013. وتظهر هذه المعطيات أن 12 صاروخاً سقطت داخل أراضي الخط الأخضر خلال الشهر الحالي، مقارنة بـ4 صواريخ هي المعدل الشهري لسقوط الصواريخ على مدى عام 2013. في المقابل، ارتفع أيضا منسوب الغارات التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ كان المتوسط الشهري خلال 2013 لا يتجاوز الغارتين، فيما يبلغ عدد الغارات التي نفذت منذ مطلع الشهر الجاري 12 غارة.
وتنفيذاً للتهديدات التي أطلقها نتانياهو، أفادت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارتين فجر أمس على موقعين لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، واحد في مدينة بني سهيلا شرق خان يونس جنوب القطاع، والاخر في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى إلحاق أضرار في المنازل المجاورة للموقعين.
من جانبه، أوضح الجيش الاسرائيلي في بيان أن سلاح الطيران شن «بنجاح» غارة استهدفت أحمد سعد، الذي وصفه «بالمسؤول الكبير» في حركة الجهاد الإسلامي.
وقال البيان «أحمد سعد مسؤول شخصياً عن إطلاق خمسة صواريخ على عسقلان في 16 من كانون الأول، قام نظام القبة الحديدية (المضاد للصواريخ) باعتراضها».
وجاءت هذه الغارة المحددة الأهداف على أثر سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، التي ردت بغارات جوية انتقامية في الأيام الأخيرة.
كذلك أصيب فلسطينيان بجروح أمس في غزة في قصف جوي للجيش الإسرائيلي، الذي أكد أنه استهدف ناشطاً من حركة الجهاد الإسلامي، كما ذكرت مصادر فلسطينية وعسكرية إسرائيلية.
واستهدفت الغارة فلسطينياً كان يقود دراجة نارية في شمال مدينة غزة، كما أعلنت مصادر طبية فلسطينية، موضحةً أنه في حالة «حرجة».
في السياق، أعلن رئيس بلدية أشدود في إسرائيل يحئيل لاسري، «تعطيل الدراسة يوم غد في جميع المؤسسات التعليمية غير المحصنة في المدينة، وذلك في ظل التصعيد الأمني على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة».
وكشفت القناة العاشرة الإسرائيلية عن «لقاء عقد بين قائد المنطقة الجنوبية في القوات الإسرائيلية سامي ترجمان مع رؤساء بلديات جنوب الأراضي القريبة من قطاع غزة تناول احتمالية التصعيد»، لافتةً إلى أن «ترجمان أوعز لرؤساء البلديات الإعداد لإمكان نشوب تصعيد كبير مع قطاع غزة خلال وقت قصير»، مشيرةً إلى أنه «ما من تعليمات واضحة على الأرض حالياً».
إلى ذلك، قالت الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إن المفاوضات التي تجريها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، تمثل خطراً على القضية الفلسطينية، وتمثل غطاءً لاستمرار «الاستيطان والجرائم الإسرائيلية».
ورأى المستشار الإعلامي لرئيس حكومة غزة ، طاهر النونو، إن المفاوضات «مرفوضة نهائياً، ونتائجها لا تمثل الشعب الفلسطيني، ولا تمثل إلا القائمين عليها»، مذكراً بأن «الإقرار بمبدأ تبادل الأراضي مرفوض، لأنه تشريع لوجود المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية». وقال إن «المنطقة العربية تمر بواحدة من عمليات إعادة البناء في الخارطة السياسية، وبالتالي هناك انشغال عربي، وخلافات داخلية، وما من وحدة موقف سياسي. لذلك فليس من المناسب إجراء مفاوضات في مثل هذه الظروف مع عدو الأمة العربية».
كذلك أكد أن «الولايات المتحدة منحازة في المفاوضات الحالية إلى جانب إسرائيل، وهذا واضح من خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ومن التصريحات الأميركية المتتالية بخصوص عملية السلام في الشرق الأوسط».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)