اكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الشرق الاوسط يشهد تغيرات جذرية وأن بعض الدول العربية لم تعد تعتبر إسرائيل عدواً، على قاعدة العداء المشترك، ضد إيران والجماعات الإسلامية المتطرفة.وانتقد نتنياهو، خلال مقابلة مع التلفزيون الكندي، الموقف الفلسطيني الذي يعارض بقاء سكان يهود في اطار الدولة الفلسطينية المستقبلية، مشيراً إلى أن هذا الموقف ينطوي على التطهير العرقي، وأن «العديد من المواطنين العرب يعيشون في دولة إسرائيل».

وكرر نتنياهو موقفه بأن إسرائيل تؤيد اقامة دولة فلسطينية مستقلة على أن تكون منزوعة السلاح وتعترف بالطابع اليهودي لدولة إسرائيل، معرباً عن استعداده لاتخاذ ما سماه قرارات صعبة بهدف تحقيق السلام.
وفي السياق، ذهب نتنياهو إلى حد إعلان استعداده لدراسة اللقاء بالرئيس الإيراني حسن روحاني في حال اعترافه بالدولة اليهودية، واعرب عن استعداد إيران للسلام مع إسرائيل، على أساس أن إسرائيل باقية إلى الأبد هنا.
من جهة اخرى، نقلت «معاريف» أيضاً عن مصادر مقربة من نتنياهو أن فكرة تبادل الأراضي التي عرضها وزير الخارجين افيغدور ليبرمان أخيراً، والتي تشمل نقل بلدات عربية داخل الخط الاخضر إلى السلطة الفلسطينية، مقابل الابقاء على الكتل الاستيطانية، تلقى قبولاً من ممثلي الادارة الأميركية لمفاوضات السلام وتأييداً من نتنياهو ووزيرة العدل تسيفي ليفني.
ونقلت «معاريف» عن مسؤولين كبار في حزب الليكود قولهم إن نتنياهو وليفني يؤيدان الفكرة، وما يرجح هذا الاعتقاد بنظرهم، عدم تعقيب اي منهما على تصريحات ليبرمان أخيراً، حيث اكدوا أن ذلك لم يكن صدفة. وأضافت ايضاً أن جهات في حزب الليكود، توصلت إلى هذه الخلاصة، وأن بالامكان تحريك الحدود لتشمل أيضاً البعد الديموغرافي، ما يعني نقلاً لسكان المثلث للسيطرة الفلسطينية. وما يعزز هذه الفرضية ايضاً، ما نقلته اذاعة الجيش عن أن نتنياهو يعتزم الابقاء على مستوطنة «بيت ايل» ضمن التجمعات التي لن تُخلى مقابل بدل مالي للفلسطينيين.
وبالتزامن مع الصعوبات التي تواجهها المساعي الأميركية للتوصل إلى اتفاق اطار بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تزايدت المخاوف الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، من تآكل اتفاق وقف اطلاق النار الذي جرى برعاية مصرية وأميركية في اعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة نهاية 2012. وفي هذا الاطار، أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي البريغادير موتي ألموز أن «الجيش مستعد لتصعيد رده في حال استمرار إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية» من قطاع غزّة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الناطق العسكري أوضح أن «حماس بصفتها الجهة المسيطرة على القطاع تتحمل المسؤولية عن أي نشاط عدائي ينطلق منه»، ومع ذلك أعرب ألموز عن اعتقاده أن «الهدوء النسبي في محيط قطاع غزّة سيستمر في الفترة المقبلة».
وأوضح أن «الغارات الجوية التي قام بها سلاح الجو استهدفت عناصر «حركة الجهاد الإسلامي» ومستودعات تابعة للحركة التي تقف وراء الاعتداءات الصاروخية الأخيرة». وفي السياق، لفتت صحيفة «معاريف»، إلى أن منسوب المخاوف من تآكل اتفاق وقف اطلاق النار ارتفعت في ظل التصعيد المتدحرج منذ بداية العام الجاري، حيث أُحصي سقوط 17 قذيفة صاروخية حتى اليوم، وكان آخرها دفعة من 7 صواريخ على عسقلان وهي الدفعة الاقوى منذ انتهاء العملية الإسرائيلية الأخيرة.
وأضافت «معاريف» إنه لوحظ أخيراًَ تراجع كبير لدى حركة «حماس» في تطبيق التفاهمات التي جرى التوصل اليها على أرض الواقع، فضلاً عن ضعف التأثير المصري على الحركة مقارنة بأيام حكم الرئيس المعزول محمد مرسي. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن «حماس» تواصل تجاربها على صواريخها الذاتية من طراز «M75» البعيدة المدى وقامت بزيادة وتيرة التجارب أخيراً. وأضافت تلك المصادر أنه بخلاف التفاهمات التي أعقبت الحرب امتنعت الحركة أخيراً عن منع التظاهرات التي تحدث كل جمعة قرب السياج الأمني المحيط بالقطاع.
إلى ذلك، رأت «معاريف» أن إسرائيل التي كانت سابقاً توجه رسائل إلى «حماس» عبر الوسيط المصري لم يعد بإمكانها القيام بذلك اليوم وذلك في ضوء العلاقة المتردية للنظام العسكري المصري مع الحركة، حيث يرفض النظام القائم هناك حالياً المطالب الإسرائيلية بالضغط على «حماس» للسيطرة على التنظيمات الصغيرة والعودة للتفاهمات السابقة. وتابعت «معاريف» أن المصريين برروا رفضهم بأن ذلك يخالف الحملة الأمنية والسياسية التي تمارس حالياً ضد «حماس» حيث سيضطرون في حينها إلى إيقاف حربهم على الأنفاق والحرب التي لا هوادة فيها والتي يمارسها النظام ضد جماعة الإخوان المسلمين المحظورة و«حماس» أخيراً.
وكشفت «معاريف» عن مصادر مقربة من وزير الدفاع المصري اللواء عبد الفتاح السيسي قولها إن الحرب الأخيرة التي يشنها الجيش على أنفاق التهريب و«حماس» على حد سواء لم يسبق لها مثيل، ونقلت الصحيفة ايضاً عن المصادر الأمنية الإسرائيلية تأكيدها أن هذا الأمر يخدم إسرائيل أيضاً.
وفي السياق نفسه، أضافت الصحيفة أن المصريين غير راضين عن طريقة التعامل الإسرائيلية مع سقوط الصواريخ في أراضيها أخيراً حيث أوضحوا لنظرائهم الإسرائيليين أنّ من المبالغ فيه إرسال الطائرات المقاتلة للرد على كل صاروخ يطلق من القطاع وبالإمكان التغاضي عن الصواريخ التي تسقط في أماكن غير مأهولة. لكن «معاريف» عادت وذكرت أن «حماس» أوضحت للمخابرات المصرية أنها غير معنية بالتصعيد، وفي نفس الوقت ليس بإمكانها إلزام التنظيمات الأخرى بتطبيق التفاهمات وذلك في ضوء الأجواء المحتقنة داخل القطاع نتيجة تدمير الأنفاق والحصار الخانق الذي يعانيه القطاع في هذه الأيام.