رغم نفي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وجود «مشروع ثلاثي» بين بلاده ودمشق وطهران، كلّ حراك هذه الدول وأدبياتها الأخيرة ــــ من أولوية محاربة الارهاب إلى إنجاح «جنيف 2» ــــ تؤكد أنّها في خندق واحد في مواجهة المعارضة السورية المسلحة ورعاتها الدولييين، إذ شدّد الوزير الروسي على أننا «مهتمون باجتثاث البؤر الإرهابية في الأراضي السورية وفق قرارات وبيانات الأمم المتحدة»، موضحاً أنّ «مكافحة الإرهاب في سوريا هي من أولويات روسيا وإيران».
وأكد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أنّ «حضور إيران مؤتمر جنيف 2 أمر ضروري». وشدد على أنّ المحادثات التي يجريها مع نظيره الإيراني والسوري وليد المعلم، في موسكو، لا تعني وجود أيّ مشروع ثلاثي أو موقف منفرد للبلدان الثلاثة. وقال: «ليس هناك شيء نخفيه، وليس لدينا أي جدول أعمال سري».
وفي الوقت نفسه، أكد أن موسكو وواشنطن لن تمارسا أي ضغط على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في ما يخصّ توجيه الدعوات إلى الجهات المشاركة في مؤتمر «جنيف 2». وشدّد على أن المؤتمر لن ينتهي يوم 22 كانون الثاني، موضحاً أنّ المفاوضات المباشرة ستبدأ بعد الافتتاح الرسمي للمؤتمر. وذكر أنّ موسكو قلقة للغاية من محاولات تضييق قائمة أطياف المعارضة التي ستشارك في المؤتمر.
بدوره، أعلن ظريف أنّ بلاده ستشارك في المؤتمر إذا تسلمت الدعوة إليه، معرباً عن أمله بأن يحقق المؤتمر الدولي نتائج إيجابية، تتمثل في بدء عملية التفاوض بين الأطراف السورية.
ورأى ظريف في حديث إلى قناة «روسيا اليوم» أنّ المطالبة باستقالة الرئيس السوري بشار الأسد كشرط لبدء التفاوض بين الحكومة السورية والمعارضة أمر غير مقبول، مؤكداً أنّ طهران تعارض الحديث عن النتائج قبل بدء التفاوض.
في موازاة ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أنّ الوفد الحكومي السوري إلى المؤتمر سيكون برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم. في المقابل قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إنّه يتعيّن على «الائتلاف» المعارض تحديد موقفه في أقرب وقت من المؤتمر.
في السياق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي التقاه أيضاً ظريف، إن بلاده ستعمل كل ما في وسعها كي ينجح مؤتمر «جنيف 2»، في إطلاق الحوار بين الأطراف السورية وإيقاف سفك الدماء في البلاد. وأضاف، خلال تسلمه أوراق الاعتماد من عدد من السفراء الأجانب في الكرملين أمس: «في عام 2014 الجديد يتعين علينا أن نعمل معاً على ترسيخ النتائج الأولى التي تم تحقيقها في ما يتعلق بحل عدد من القضايا الدولية الرئيسية، وأنا أتحدث، طبعاً، عن القضيتين السورية والإيرانية».

«لا تنتظروا من جنيف 2 شيئاً»

من جهته، رأى وزير المصالحة الوطنية السوري، علي حيدر، أنّ مؤتمر جنيف «لن يحل الأزمة السورية». وقال حيدر: «لا تنتظروا من جنيف 2 شيئاً الآن... ولا جنيف 3 ولا جنيف 10...
الحل سوري سوري»، متابعاً أنّ «الحل بدأ وهو يستمر بانتصار الدولة بمظهرها العسكري (...) وفي ثبات الدولة وصمودها بكل مؤسساتها التي راهن الأعداء على تفككها».
من جهته، انتقد وزير الاعلام السوري، عمران الزعبي، تمثيل المعارضة السورية في المؤتمر، قائلاً إنّ «أهم منطلقات أي اجتماع في جنيف وغير جنيف حول أي مسألة أن الأطراف الجالسة حول الطاولة تدرك من هو الطرف الآخر، ومن يمثّل وما هي مطالبه (...). في حالة المعارضة السورية، لا هوية سياسية ولا تمثيل سياسياً ولا يوجد مشروع سياسي».
ورأى أنّ «التنظيمات الإرهابية في سوريا لها أجندات تتطابق مع أجندات السعودية وقطر وتركيا، وغالبيتها تنتمي إلى (تنظيم) القاعدة ومن المستحيل اعتبارها طرفاً في الحوار». ورأى الزعبي أنّ «مكافحة الارهاب هي المدخل والعنوان الأساسي لأي نقاش ولأي مسار سياسي».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)