جولة للسفير الفرنسي لطلب الإفراج عن فرنسيين محتجزين لدى صنعاء
هذا الاختلال يبدو أنه يثير مخاوف متزايدة لدى الرياض وأبو ظبي، اللتين تحاولان استدراك الوضع بجملة إجراءات تعبوية وتحشيدية، خوفاً من انفلات زمام التشكيلات التابعة لهما من أيديهما. ووفقاً لمصادر مطّلعة في عدن، فإن «قيادات سلفية بدأت جولة على المساجد بهدف حثّ المواطنين على التوجه نحو الجبهات، بعدما لوحظ أن أعداد المقاتلين بدأت بالتراجع»، مستدركة بأن «نسبة التفاعل مع تلك الدعوات لا تزال ضئيلة». ضآلة تعزوها المصادر إلى سببين: ضخامة أعداد الضحايا، و«التعامل مع المقاتل الجنوبي كمرتزق، وليس كمقاتل ضمن جيش رسمي». وهو تعامل لا يقتصر السخط بشأنه على الإمارات فقط، بل يشمل كذلك قيادات «المجلس الانتقالي الجنوبي» الذين يسهّلون مهمة شركات الارتزاق، في ما يصفه شيخ قبلي من لحج بأنه «خيانة وطنية». واليوم، مع عزوف الشباب الجنوبيين عن القتال، تفيد المعلومات بأن قيادات «الانتقالي» يعودون إلى إغرائهم بالتوجه إلى الجبهات مقابل 1000 إلى 1500 ريال سعودي في الشهر.
في السياق نفسه أيضاً، يمكن إدراج إعلان «ألوية العمالقة» السلفية الموالية لأبو ظبي، أمس، الدفع بـ«تعزيزات عسكرية ضخمة» إلى الحديدة، «تمهيداً لبدء عملية تحرير المدينة». وادّعت تلك القوات، في تغريدات على «تويتر»، أن «ألوية العمالقة تطوّق الحديدة تطويقاً تاماً، وفي الأيام القريبة المقبلة سنقتحمها». ادعاءات ليس ثمة أساس من الواقع لإسنادها، إذ إن الميليشيات المدعومة إماراتياً لا تزال عالقة في النقاط التي بلغتها قبل أسابيع، حيث تتعرض لعمليات استنزاف كبيرة، آخرها ما سُجّل أمس في منطقة الجبلية جنوب التحيتا، والتي هاجم فيها مقاتلو الجيش واللجان مواقع القوات التابعة لـ«التحالف»، ما أدى إلى «سقوط قتلى وجرحى في صفوفها»، و«تدمير 3 آليات عسكرية».
على خط مواز، واصل سفير فرنسا لدى اليمن، كريستيان تيستو، لقاءاته في صنعاء، حيث اجتمع برئيس مجلس النواب يحيى الراعي، ورئيس حكومة الإنقاذ عبد العزيز بن حبتور. ورغم أن مصادر دبلوماسية فرنسية ربطت الزيارة بـ«مسائل إنسانية»، إلا أن مصدراً يمنياً مطلعاً كشف، في حديث إلى «الأخبار»، أن الهدف الرئيس من خطوة تيستو طلب الإفراج عن فرنسيين محتجزين لدى سلطات صنعاء، التي كانت أعلنت قبل أسابيع أن القوات اليمنية احتجزت قارباً يقلّ فرنسيين في البحر الأحمر قبالة الحديدة. كما كشف المصدر أن السفير الفرنسي وجّه دعوة إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، وحكومة الإنقاذ، لحضور مؤتمر بشأن اليمن مقرر عقده في باريس في أيلول/ سبتمبر المقبل. لكن المصدر قال إن سلطات صنعاء لن تلبي الدعوة الفرنسية، «ليس فقط للأسباب اللوجستية المتصلة بالحصار، بل لعدم الارتياح إلى موقف فرنسا التي تُعدّ شريكاً في الحرب، تسليحياً ولوجستياً».
المشاط لبوتين: لدور روسي في وقف العدوان
أَمل رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، أن «يكون لروسيا، بحكم موقعها وتأثيرها الدولي، دور بارز في وقف العدوان وفك الحصار عن الشعب اليمني، والعمل على إنجاز تسوية سياسية عادلة وشاملة». جاء ذلك في رسالة بعث بها المشاط، أمس، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما أعلنت وكالة «سبأ» الرسمية التابعة لحكومة الإنقاذ. وحذر المشاط، في رسالته، من أن «معركة الساحل الغربي ما هي إلا جزء من المؤامرة التي تُحاك لليمن ولدول المنطقة، لإحكام السيطرة على الجزر والمنافذ والممرات البحرية الحيوية في العالم، وتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة أميركية بامتياز، يمكن من خلالها التحكم في جزء من حركة التجارة العالمية وخطوط نقل الطاقة». واستعرض «الأهداف الخبيثة من وراء العدوان»، والمتمثِّلة في «إدخال اليمن في أتون حرب وصراعات داخلية، ومن ثم تفتيته وتقسيمه على أسس طائفية ومذهبية، خدمةً للمشاريع الغربية والأميركية تحديداً، والتي تهدف إلى إضعاف دول المنطقة وضرب وحدتها واستقرارها، حتى يتسنى للولايات المتحدة التحكم في قرارها السياسي والاستيلاء على ثرواتها ومقدراتها».