شهدت غالبية جبهات الجنوب السوري هدوءاً حذراً، أمس، تخلله بعض المناوشات والاستهدافات المدفعية في محيط بلدة طفس، مع غياب كامل لمشاركة سلاح الجو في العمليات. هذه «الهدنة» المؤقتة التي التزمها الجيش السوري، تأتي ضمن جهود ينسّقها الجانب الروسي مع الأردن، لإعطاء فرصة جديدة للتفاوض حول «تسوية واسعة» بعيداً عن المعارك. وبعدما خوّن الجزء الأكبر من قادة الفصائل المسلحة، قائد فصيل «شباب السُّنة» أحمد العودة، على قبوله «مصالحة» خاصة بمنطقة بصرى الشام ومحيطها، عادت قيادة «العمليات المركزية في الجنوب»، لتعلن تكليف وفد جديد بالتفاوض مع الجانب الروسي، وفق بيان تناقلته أوساط معارضة (لم ينشر رسمياً على حسابات العمليات المركزية). الخطوة جاءت في الدرجة الأولى، عبر ضغط أردني كبير على قادة الفصائل. ونقلت وسائل إعلام أردنية، تأكيداً من قبل وزيرة الإعلام والناطقة باسم الحكومة، جمانة غنيمات، لبدء جولة تفاوض جديدة بين الفصائل والجانب الروسي، بوساطة أردنية. ولفتت غنيمات إلى أنه «شُكِّلَت لجنة مفاوضات موسعة تمثل الجنوب السوري بشكل كامل، وذلك بهدف الوصول إلى اتفاق يحفظ دماء الأبرياء ويضمن سلامة الأهالي ويهيئ الظروف لحل سياسي نهائي». واللافت في ضوء هذا التطور، أن القائمة التي ذكرها بيان «العمليات المركزية» تستثني بعض القادة العسكريين الذين حضروا المحادثات السابقة في بصرى، وعلى رأسهم، القيادي في «فوج المدفعية والهندسة» أدهم أكراد، الذي كان من أشد المعارضين للطروحات الروسية، على حد زعم أوساط المعارضة. وعزا البعض هذه التغييرات إلى رغبة أردنية في توقيع اتفاق خلال وقت قصير، بما يمنع اشتداد المعارك وتدفق مزيد من النازحين إلى الحدود.
«داعش» ينعى ابن «الخليفة» الذي «انغمس» في المحطة الحرارية في حمص

وقالت مصادر معارضة إن الوفد الجديد «الموسَّع» يمثل كامل مناطق سيطرة المعارضة في الجنوب، بما في ذلك ريف القنيطرة. وهو تفصيل لم يكن حاضراً في جولة المحادثات الماضية. ونقلت وكالة «رويترز» عن أحد المتحدثين باسم الفصائل، إبراهيم الجباوي، قوله إن الوفد سيحمل إلى طاولة المفاوضات، رداً على قائمة المطالب الروسية التي تشمل تسليم الأسلحة وتسوية وضع حاملي السلاح. وفي سياق الموقف الأردني الرافض فتح الحدود، أكد قائد المنطقة العسكرية الشمالية في القوات المسلحة الأردنية خالد المساعيد، لوكالة «فرانس برس» أن «عدد النازحين السوريين قرب الشريط الحدودي... بلغ نحو 95 ألفاً»، مضيفاً أن «الحدود مغلقة والجيش يتعامل بحذر شديد مع النازحين، متحسباً لبعض المندسّين». وفي موازاة هذه التطورات، دخل الجيش السوري بلدة كحيل، شرق صيدا، بعدما انتهت الاشتباكات بانسحاب كامل المسلحين منها، باتجاه الطيبة وصيدا، واستولى على كميات من الأسلحة والذخائر في بلدات الغارية الغربية والصورة وعلما ومليحة العطش، تتضمن صواريخ مضادة للدروع. وتعمل فرق الجيش على تأمين شوارع البلدات التي حُرِّرَت، استعداداً لعودة المدنيين الراغبين إليها. وضمن هذه الجهود، أرسلت محافظة درعا قافلتين محملتين بمواد طبية وغذائية ومحروقات إلى عدد من القرى التي عادت إلى سيطرة القوات الحكومية. كذلك أُرسِلَت فرق طبية مجهزة للتعامل مع الحالات الطبية الطارئة في تلك البلدات.في سياق آخر، أفادت وكالة «ناشر نيوز» المحسوبة على «داعش»، في بيان، أنّ حذيفة البدري نجل «الخليفة» أبو بكر البغدادي «قُتل منغمساً في النصيرية والروس في المحطة الحرارية في ولاية حمص». ونشرت حسابات عدة صورة البدري من دون تحديد تاريخ العملية.