لا تقدّم على صعيد التحضيرات لمؤتمر «جنيف 2». مسألة مشاركة إيران ما زالت عالقة، فيما واشنطن وموسكو تطرحان فكرة «وقف إطلاق نار في مناطق محددة» قبل المؤتمر. و«الائتلاف» الذي يبدو بلا حول ولا قوة يرزح تحت ضغط غربي لدفعه نحو المشاركة في المؤتمر، بغض النظر عن صيغته النهائية ونتائجة المحتملة.وحذرت واشنطن ولندن «الائتلاف» السوري من أنهما قد توقفان دعمهما له في حال لم يشارك في مؤتمر «جنيف 2»، كما نقلت قناة «بي بي سي» وصحيفة «ذي غارديان» البريطانيتان عن مسؤول في «الائتلاف» المعارض.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، «لقد أبلغونا بوضوح شديد أنهم سيوقفون دعمهم لنا، وأننا سنخسر مصداقيتنا لدى المجموعة الدولية إذا لم نشارك في المؤتمر».
ونفت الولايات المتحدة تفكيرها في سحب دعمها للمعارضة، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي إنّ وزير الخارجية جون كيري «قال بوضوح (...) إنّ الرهان كبير بالنسبة إلى الائتلاف... والأسرة الدولية مقتنعة بأنّ من مصلحته ومصلحة الشعب السوري أن يرسل وفداً تمثيلياً إلى المؤتمر».
وبحسب «بي بي سي»، فإنّ المسؤول أكد أيضاً أنّ باريس لا تمارس مثل هذه الضغوط، وقال إنّ «فرنسا طلبت منا المشاركة لكن عبر القول: نحن معكم مهما كان قراركم».
في موازاة ذلك، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، أول من أمس، إلى «وقف إطلاق نار في مناطق محددة» في سوريا قبل مؤتمر جنيف، لكنهما لا يزالان مختلفين حول مشاركة إيران فيه.
وخلال مؤتمر صحافي ثلاثي في باريس، دعا لافروف والمبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي أيضاً إلى مشاركة إيران، وهو ما تعارضه واشنطن حتى الآن. لكن كيري رأى أن طهران ستكون «موضع ترحيب» و«مدعوة» إذا وافقت على مبادئ الانتقال السياسي في سوريا التي حددها مؤتمر «جنيف 1». ودعا المسؤولون الثلاثة إلى «تبادل معتقلين» بين مقاتلي المعارضة والحكومة السورية، وكذلك إلى فتح «ممرات إنسانية».
وقال كيري، أيضاً: «لقد بحثنا اليوم إمكانية محاولة تشجيع وقف لإطلاق النار، قد يكون وقفاً في مناطق محددة، بدءاً بحلب». وأعلن نظيره الفرنسي لوران فابيوس، في وقت لاحق، أنّ فرنسا تنضم إلى الدعوة إلى وقف محدد لإطلاق النار في حلب.
دبلوماسياً، يزور وزير الخارجية الإيراني سوريا في الأيام القليلة المقبلة، كما أفادت وسائل إعلام إيرانية. كذلك يتوجه ظريف يوم غد إلى موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف والرئيس فلاديمير بوتين، بحسب ما أعلن السفير الإيراني في موسكو مهدي سنائي. ويزور وزير الخارجية السوري وليد المعلم روسيا، أيضاً، كما أعلن سفير سوريا في موسكو رياض حداد.
من ناحيته، قال سفير «الائتلاف» في قطر، نزار الحراكي، إنّ «الحل الوحيد أمام الائتلاف للمشاركة بفعالية في مؤتمر جنيف هو المطالبة بتأجيل المؤتمر لشهرين أو ثلاثة... لإعادة ترتيب أوراقه وتنظيم صفوفه واتخاذ قرار موحّد داخله».
من جهة أخرى، أوصى الكرسي الرسولي في الفاتيكان بوقف غير مشروط لإطلاق النار في سوريا وبمشاركة «جميع الأطراف الإقليميين»، للمساهمة في إنجاح مؤتمر «جنيف 2». إلى ذلك، ردّت دمشق، أول من أمس، على بيان اجتماع دول «أصدقاء سوريا» في باريس، معتبرة أنّ أي شرط مسبق لمؤتمر «جنيف 2» سيؤدي إلى «فشل» المؤتمر، وذلك في تصريحات لمصدر في وزارة الخارجية السورية نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وقال المصدر إنّ دمشق وافقت على المشاركة في المؤتمر «من دون شروط مسبقة، لأنها أعلنت مراراً أن الحوار بين السوريين هو الحل».
في سياق آخر، ذكرت وكالة الأنباء الكويتية، أمس، أنّ المنظمات غير الحكومية وعدت بدفع 400 مليون دولار كمساعدات إنسانية للشعب السوري قبل انعقاد مؤتمر دولي للمانحين في الكويت. ويهدف مؤتمر المانحين الذي يبدأ اليوم إلى «مساعدة الأمم المتحدة في جمع 6.5 مليارات دولار لسوريا والدول المجاورة في 2014».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)