دمشق | تتقاذف مختلف الأطراف الاتهامات حول حصار مخيم اليرموك، في ظل استمرار الحصار الخانق وارتفاع عدد الشهداء المدنيين إلى أكثر من 48 شخصاً، في وقت صعّد فيه المسلحون هجومهم في اليومين الماضيين بعدما منعوا قافلات الإغاثة من الدخول إلى المخيم.
وقد تعرّضت قافلات الإغاثة أول من أمس وأمس لإطلاق النار من قبل مسلحين منتشرين في الحجر الأسود وببيلا ويلدا المجاورتين. وفي تفاصيل الحصار، يشرح أحد المصابين في مستشفى «فلسطين» في المخيم: «كنت مع القافلة الثالثة التي دخلت المخيم محملة بمئتي علبة حليب لا أكثر، يومها تعرضنا لإطلاق النار من جهة الحجر الأسود الذي كانت تسيطر عليه جبهة النصرة في ذلك الوقت». يذكر أن قافلة المساعدات التي قدمتها منظمة التحرير الفلسطينية أول من أمس، والتي خرجت من منطقة البويضة في ريف دمشق، كانت قد تأخرت بسبب الساتر الترابي الموجود بين بلدتي يلدا وحجيرة. فاتجهت الجرافات برفقة عناصر من الجيش السوري وأزالت الساتر، قبل أن تتوقف القافلة نتيجة استهدافها بالقرب من محطة «عودة»، التي تسيطر عليها «الجبهة الإسلامية». في المقابل، يردّ أحد المقاتلين في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة» على التساؤلات حول منع القافلات من الدخول إلى المخيم، من جهة حاجز «البشير»، الذي تسيطر عليه عند مدخل اليرموك، قائلاً: «هذا كذب وافتراء، في البداية كنا نمنع القافلات من الدخول لأننا نعلم أن مقاتلي المعارضة سينهالون عليها بالرصاص، عندها بدأ الحديث أننا نحاصر المخيم، ففتحنا الحاجز مرتين لدخول القافلات، وبالفعل تم استهدافها من المسلحين». وعن دور الجيش السوري في عمليات المخيم، يقول: «الجيش السوري لم يتدخل برياً في المخيم أبداً. ببساطة هناك من ينتظر طلقة واحدة من الجيش داخل المخيم، ليبدأ الحديث عن مجزرة في حق الفلسطينيين». بدوره، يروي أبو ماجد، أحد المسلحين ممن جرت تسوية أوضاعهم في منطقة ببيلا قبل ثلاثة أشهر، أنّه «كنا نقاتل على جبهة اليرموك خلال الحصار. وكانت استراتيجية الكتائب السورية المسلحة استدراج القافلات إلى داخل المخيم، ثم مصادرة ما في داخلها من مواد غذائية. وفي كل مرة، كان قنّاصو جبهة النصرة، والمقاتلون الذين انضموا إلى الجبهة الإسلامية لاحقاً، يقومون بإطلاق النار على القافلات قبل دخولها إلى اليرموك».
وفي موازاة ذلك، عقد وزير العمل الفلسطيني أحمد مجدلاني مؤتمراً صحافياً ظهر أمس في فندق «داما روز»، في دمشق، أكد خلاله فشل إدخال المساعدات إلى المخيم «بعد أن تم إطلاق النار على القافلة من أماكن محددة ومعروفة قرب الحجر الأسود، وهي مناطق وجود جبهة النصرة وحركة أحرار الشام». وأعلن مجدلاني تشكيل وفد جديد للحوار مكوّن من 15 شخصية تمثل كافة الفصائل الفلسطينية، سيدخل إلى المخيم للتفاهم مع المسلحين. في السياق، ذكر مصدر متابع لـ«الأخبار» أنّ «الحل الوحيد لإيصال المساعدات سيكون من خلال إدخالها عبر طريق آخر تابع للقوات النظامية تفادياً لأي هجوم».