القاهرة | تغييرات وترتيبات عدة يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لترتيب العمل داخل قصر الاتحادية الرئاسي وخارجه، خلال فترة الولاية الرئاسية الثانية التي بدأت الشهر الماضي. ترتيبات يُتوقع أن يتم الانتهاء منها بحلول نهاية الأسبوع المقبل على أقصى تقدير، وهي تشمل تغييرات في عدة أجهزة مهمة في الدولة، وترقيات سيتم اعتمادها في الجيش ومناصب قيادية ضمن الصف الثاني في عدد من الاجهزة الأمنية الحيوية في الدولة، من بينها جهاز الشؤون المعنوية الذي سيشهد ترقيات وضخ دماء جديدة من الضباط الشباب خلال الأيام المقبلة.ورغم الاتفاق في البداية على أن يقوم اللواء عباس كامل، بالجمع بين منصبَي مدير المخابرات العامة ومدير مكتب الرئيس، إلا أنّ تداخل مواعيد أكثر من مناسبة مقبلة مع ارتباطات رئيس المخابرات الجديد تسببت في دفعه إلى الاعتذار عن منصب مدير مكتب الرئيس. وقد جرى ترشيح اللواء محسن عبد النبي، وهو مدير إدارة الشؤون المعنوية الحالي، للقيام بالمهمة في قصر الاتحادية، حيث جرى استدعاؤه من مهمة مرافقة وزير الدفاع خارج مصر، لتولي منصبه الجديد اعتباراً من مساء الجمعة الماضي.
وجرت خلال اليومين الماضيين عمليات تسليم وتسلم واسعة داخل قصر الاتحادية، فبالرغم من العطلة الرسمية التي شهدتها البلاد لمناسبة الاحتفال بذكرى «30 يونيو»، إلا أنّ القصر الرئاسي ومقرّ الشؤون المعنوية شهدا حالة من الاستنفار الكامل، لا سيما بعدما فضّل اللواء عباس كامل اصطحاب فريق عمله إلى المخابرات، فيما قام اللواء عبد النبي بالاستعانة بضباط الشؤون المعنوية ليكونوا ضمن فريق عمله في القصر.
في غضون ذلك، سلّم مدير المخابرات الجديد إلى الرئيس المصري القائمة الكاملة لتعديلات حركة المحافظين المرتقبة، والتي تتضمن نقل واستبعاد عدد منهم، في خطوة تأخرت كثيراً بسبب مراجعة الملفات الخاصة بالمرشحين، بالإضافة إلى تقييم فترة عمل المحافظين المستمرين في مناصبهم. بالتوازي، صدرت تعليمات مباشرة من مكتب رئيس مجلس الوزراء بتجنّب الظهور الإعلامي للمحافظين خلال الفترة الحالية، وذلك إلى حين اعتماد القائمة الجديدة، في وقت يبذل فيه بعض المحافظين، خاصة العسكريين منهم، جهوداً لتجنّب استبعادهم (مثلاً، طلب محافظ مطروح، اللواء علاء أبو زيد، من رجال أعمال نشر إعلانات باسمه في الصحف لطلب استمراره في منصبه بعدما علم باستبعاده ومُنع من الظهور على الشاشات).
أيضاً، سلّم مدير المخابرات العامة إلى السيسي قائمة بالمرشحين إلى مناصب سفراء في عدد من العواصم المهمة، وذلك بعد الترشيحات الأولية التي رفعتها وزارة الخارجية. كذلك سلّم لائحة تضم أسماء ضباط شباب يمكن تصعيدهم للعمل في إدارة الشؤون المعنوية خلال الفترة المقبلة، وهي لائحة أعدّها مساعده المقدّم أحمد شعبان، الذي انتقل أيضاً للعمل في المخابرات العامة، فيما سيعلن رسمياً اسم مدير الشؤون المعنوية الجديد في غضون أيام.
يأتي ذلك في الوقت الذي من المقرر أن يوافق فيه مجلس النواب في جلسة الغد على حكومة المهندس مصطفى مدبولي، التي أدت اليمين الدستورية قبل إجازة عيد الفطر.
على صعيد آخر، تشهد القاهرة بعد أيام اجتماعات الصندوق المشترك بين مصر والسودان وإثيوبيا لإقامة مشاريع تنمية مشتركة خاصة بسدّ النهضة، بحسب ما أعلن أمس وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية أسامة فيصل. الجدير بالذكر أنّه في شهر أيار الماضي، عقد في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا اجتماع لوزراء الخارجية والري ومسؤولي الاستخبارات في الدول الثلاث بشأن السد الذي تبنيه إثيوبيا، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة علمية لدارسة تأثير السد الكبير على النيل الازرق، وأيضا إنشاء صندوق ثلاثي لتمويل مشاريع بنى تحتية في الدول الثلاث. وعلى الأثر، أعلنت الخارجية المصرية أن القاهرة ستستضيف في الثالث والرابع من تموز الجاري اجتماعاً على مستوى كبار المسؤولين في الدول الثلاث في هذا الشأن.