كشفت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، أول من أمس، نقلاً عن مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة في لبنان، أنّ المعارك التي تجري بين تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» و«الجبهة الاسلامية» و«الجيش الحر»، هي «بناءً على قرار اتّخذ في نهاية تشرين الثاني الماضي عقب اجتماع بين الاستخبارات السعودية والتركية». بعد ذلك، بدأت الحملة الاعلامية ضد «الدولة الاسلامية» لنزع الشرعية عنها واتهامها بأنها «دمية بيد الأسد»، بحسب المصدر.
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت الحرب ضد التنظيم في كل من الرمادي والفلوجة من قبل الحكومة العراقية «أملاً بألا يتحمل الجهاديون القتال على جبهتين». من جهة ثانية، يبدو أن الجيش السوري اتّخذ القرار بتصعيد عملياته العسكرية في حلب (شمال سوريا)، حيث يستمر لليوم الرابع في تكثيف ضرباته الجوية والتقدّم في عدد من المناطق. فبعد سيطرته على محيط منطقة النقارين وتلة الشيخ يوسف (شرقي حلب)، القريبتين من منطقة الشيخ نجار ــ المدينة الصناعية في حلب وتحرير بلدة الصبيحية (جنوبي شرقي حلب)، أحكم سيطرته على أربعة مواقع استراتيجية شمالي شرقي حلب وهي النقارين والطعانة والزرزور والمجبل أول من أمس، ليبسط سيطرته أمس على بلدتي تل علم وحويجينة شرقي حلب. وتتميز تلك المناطق الأربع التي يمر منها طريق حلب ـــ الباب بإشرافها على المدينة الصناعية الأكبر من نوعها في البلاد، والتي تنتشر فيها المعامل التي تعرّضت للسرقة من قبل المجموعات المسلحة.
وأصدر الجيش السوري بياناً جاء فيه أنّ «القوات الحكومية انطلقت من قاعدتها في مطار حلب الدولي في جنوب شرق المدينة وأنها تتقدم صوب مجمع صناعي يتخذه مقاتلو المعارضة قاعدة لهم ونحو طريق الباب الذي يحتاج اليه مقاتلو المعارضة بشدة لتزويد نصف حلب الذي يسيطرون عليه بالإمدادات».
في المقابل، واصل مسلحو «الدولة الاسلامية» استعادة المواقع التي خسروها في الأيام الأولى للحرب التي شنتها القوى الاسلامية الأخرى ضدهم، إذ أحكمت «داعش» سيطرتها على مدينة الباب وبلدة بزاعة القريبة منها في ريف حلب، فيما فرّ خصومها من مسلحي «الجبهة الاسلامية» و«جبهة النصرة» و«لواء التوحيد» مع عائلاتهم إلى قباسين والريف الشمالي وباتجاه الحدود التركية.
المعارك التي استمرت ثلاثة أيام في الباب ومحيطها، خلّفت أكثر من 130 قتيلاً من الطرفين. وقتل نحو 12 من مسلحي جماعة «نور الدين الزنكي» في كمينين قرب حاجز لـ«داعش» شمالي حلب. وتسيطر «الدولة الاسلامية» بالكامل على كفر حمرة القريبة من حلب وتتوسط المسافة بينها وبين عندان. في السياق، قال مصدر معارض في المنطقة إنّ «عناصر الدولة الاسلامية يجمعون السلاح من الأهالي ويجبرونهم على بيعتهم». وفي منبج التي تسيطر عليها «الجبهة الاسلامية»، ذكر مصدر معارض أنّ «نحو 23 من أسرى داعش تمكنوا من الفرار من سجنهم في ظروف غامضة، حيث كانوا معتقلين لدى تنظيم حركة أحرار الشام».
وفي جرابلس إلى الشمال منها، تتواصل المعارك مع تنظيم «داعش»، من دون أن يتمكن أي من الطرفين من حسم الصراع فيها بعد مقتل أكثر من أربعين مسلحاً. إلا أنّ «لواء التوحيد»، وفق المصدر، «تمكن من تحرير نحو 70 من المخطوفين والأسرى لدى الدولة الاسلامية». وفي موازاة ذلك، لم تتوقف عمليات الجيش عن استهداف المسلحين في حريتان وحيان ومحيط سجن حلب المركزي، موقعاً عشرات القتلى والمصابين في صفوفهم، وفق مصدر عسكري رسمي. وذكرت مصادر معارضة أنّ «مسلحين من الجبهة الإسلامية عثروا على مقبرة جماعية في البريج شمال المدينة الصناعية ــ الشيخ نجار، تمّ إعدامهم من قبل تنظيم الدولة الاسلامية».
وفي إدلب (شمال غرب سوريا)، قتل ثمانية من حركة «أحرار الشام» في تفجير سيارة ملغومة نفذته «الدولة الاسلامية» ليل أول من أمس، كما نقلت مواقع معارضة.
على صعيد آخر، اعتقلت الشرطة التركية، أمس، 25 شخصاً في عمليات دهم في أنحاء البلاد ضد تنظيم «القاعدة»، إذ استهدفت مكاتب «هيئة الاغاثة الانسانية الاسلامية» المرتبطة بحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وشنّت عمليات متزامنة في مدن عدة، ودهمت منازل خمسة أشخاص يعتقد أنهم من كبار عناصر «القاعدة»، بحسب صحيفة «حرييت».
وقالت الصحيفة إنّ المعتقلين متهمون بإرسال مقاتلين إلى سوريا وجمع الأموال للمسلحين السوريين تحت غطاء الأعمال الخيرية، كما أنهم يزوّدون تنظيم «القاعدة» بالسلاح. وقالت مكاتب «هيئة الإغاثة الانسانية الإسلامية» أنّه جرى تفتيش مكاتبها في مدينة كيليس (جنوب تركيا) في عملية وصفتها بأنّها «حملة تشهيرية» متعلقة بفضيحة الفساد التي تحيط بالحكومة الحالية.
(الأخبار)