حل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ضيفاً أمس لدى بغداد، حيث التقى بالقادة العراقيين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، حول الأزمة السورية وسبل حلها في مؤتمر جنيف 2. وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء أن المالكي بحث مع ظريف «آخر التطورات في المنطقة، والأزمة السورية، ولا سيما مؤتمر جنيف 2، والعمل على دعم الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية».
وأكد رئيس الوزراء أن «الجميع بلا استثناء يجب أن يتحملوا المسؤولية في إيجاد حل سلمي للأزمة المتفاقمة في سوريا»، مضيفاً أن «الوضع يدعو إلى حشد الجهود ومشاركة كل من له تأثير في حل الأزمة، لا إلى تسجيل نقاط من طرف على طرف آخر».
وقال المالكي إن «أزمات المنطقة لا تحل بمعزل عن حل الأزمة السورية».
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني ضرورة بذل كل الجهود كي لا تتحول سوريا إلى قاعدة للتطرف والإرهاب.
وعن العلاقات الثنائية بين العراق وإيران، رأى ظريف أن «هناك مجالات رحبة للتعاون بين البلدين، ومنها في محاربة الإرهاب، ولدينا فرص وتحديات مشتركة نواجهها، ولا شك أن العراق ضحية للتطرف والإرهاب».
وتابع: «أما بالنسبة إلى مكافحة الإرهاب والتطرف، فنرى أنفسنا إلى جانب الشعب العراقي، ونتمنى بفضل التعاون بين البلدين تجاوز هذه الموجة الإرهابية».
من جانبه، أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في مؤتمر صحافي مشترك مع ظريف، إعداد اتفاقات لإنهاء المشاكل المتعلقة بالحدود البرية والنهرية بين البلدين، ومنها شط العرب.
وقال زيباري: «بحثنا خلال اللقاء بالتفصيل الأزمة المتفاقمة في سوريا والمواقف من مؤتمر جنيف 2، وكان موقفنا في العراق بدعم وحضور كل الدول والأطراف المعنية في الأزمة، بما فيها إيران، وهذا الموقف ثبته العراق في كافة المحافل الدولية والعربية والإسلامية». ورداً على سؤال عن موقف بلاده من عدم توجيه الدعوة إليها لحضور مؤتمر جنيف 2 الخاص بالأزمة السورية، قال وزير الخارجية الإيراني: «نحن سبق أن أعلنا أنّ توجيه الدعوة لإيران يجب أن يكون غير مشروط ويحترم الشعب الإيراني، وبكل أسف هناك بعض الضغوط مورست على بعض الأطراف المعنية لوضع شروط لمنع حضورنا».
في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي أمس، أن الحكومة سلّحت العشائر في جنوب الموصل لمواجهة تنظيم القاعدة، فيما أشار إلى أن وحدات الجيش والشرطة ستتشكل من أبناء العشائر.
وقال المالكي إن «مدينة الموصل تحتاج إلى عملية تنظيف من عناصر القاعدة الذين يعملون على ابتزاز المواطنين وأخذ الإتاوات منهم»، مبيناً أن «عشائر جنوب الموصل تحركت لمواجهة هذا التنظيم، وسلّحناهم بالسلاح المطلوب وجندناهم في الصحوات». وأكد أن «القوات الأمنية ستستمر بعملية تسليح العشائر ليكونوا مع الجيش العراقي في ملاحقة القاعدة»، مشيراً إلى أن «عشائر صلاح الدين دخلت في مواجهة القاعدة وملاحقتها وضربها بمناطق المحافظة».
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، عن قلقه من أوضاع اللاجئين السوريين في إقليم كردستان، معلناً دعم المنظمة الدولية «القوي» لجميع الهاربين من القتال والحرب.
وجاءت تصريحات بان كي مون بعد تفقده لمخيم كوركوسك الذي يضم آلاف اللاجئين السوريين.
إلى ذلك، تمكن مسلحون من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وآخرون مناهضون للحكومة من السيطرة على مناطق جديدة في الرمادي غرب بغداد بعد اشتباكات مع القوات العراقية، حسبما أفادت مصادر أمنية ومحلية أمس.
وقال نقيب في شرطة مدينة الرمادي إن «مسلحين من تنظيم «داعش» سيطروا بعد الاشتباكات على أحياء جديدة في وسط وجنوب المدينة».
(الأخبار، أ ف ب)