حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم أمس، من نشوب حرب جديدة في قطاع غزة في حال استمرار الأوضاع الإنسانية الحالية في القطاع. جاء التحذير في أول تقرير يقدمه غوتيريش إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، بشأن تطبيق قرار المجلس رقم 2334 الذي يطالب بـ«وقف فوري لكافة الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية»، كما يؤكد القرار المذكور أن «المستوطنات ليس لها أي شرعية قانونية، وتمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي».
وقال غوتيريش في التقرير، الذي وزّعه على أعضاء مجلس الأمن، تحضيراً للاجتماع الشهري بشأن الوضع في الشرق الأوسط المقرر اليوم، إنه «صُدم جراء أعداد القتلى والجرحى الفلسطينيين (في غزة)»، بسبب استخدام القوات الإسرائيلية النيران الحية منذ بدء الاحتجاجات في 30 آذار/ مارس الماضي.
وأكد غوتيريش أن مسؤولية ممارسة الحد الأقصى من ضبط النفس في استخدام النيران الحية تقع على عاتق إسرائيل، كذلك مسؤولية عدم استخدام القوة القاتلة «إلا كملاذ أخير عند وجود خطر وشيك بالموت أو الإصابة البالغة».
وجدد دعوته إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في الأسباب التي أدت إلى مقتل العشرات وجرح الآلاف من المدنيين الفلسطينيين. في الوقت نفسه، رأى غوتيريش أن «الأنشطة التي تمارسها حركة حماس وغيرها من الجماعات المسلّحة تعرض للخطر ليس حياة الإسرائيليين والفلسطينيين فحسب، وإنما أيضاً احتمالات إيجاد مستقبل قابل للحياة للفلسطينيين في القطاع».
وتطرّق غوتيريش للصواريخ التي أطلقت في اتجاه الأراضي المحتلة في آخر أيار/ مايو الماضي، مؤكداً أنها «غير مقبولة، وتمثل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي». واعتبر هذه الصواريخ «دفعتنا قريباً من نزاع شامل لم نره منذ عام 2014».
في سياق متصل، حذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية تتواصل بلا توقف، «ما يهدّد الآمال والآفاق العملية لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة»، معتبراً الخطوات الأحادية من أي طرف يسعى إلى تغيير طابع القدس «تشكل عقبة أمام السلام».