امتدت تداعيات الأزمة الخليجية إلى معظم الدول التي يمتلك فيها طرفا الخلاف قدرة تأثير، وفي مقدمها اليمن وبلدان القرن الأفريقي الكبير. ولئن كانت التبعات التي طاولت الساحة اليمنية أسهمت في تعميق الخلافات داخل معسكر «التحالف» بما عاد بالفائدة على «أنصار الله»، إلا أنها في شرق أفريقيا ولّدت مفاعيل سلبية يُخشى أن تتضاعف خلال المرحلة المقبلة، وفق ما حذر منه قبل أيام الاتحاد الأوروبي. وقال المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، ألكسندر روندوس، في تصريحات أواخر الشهر الماضي، إن التوترات بين قطر من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى «تقوّض جهود السلام في الصومال وجنوب السودان وأماكن أخرى في شرق القارة»، لافتاً إلى أن أحد أهمّ أهداف الاتحاد الأوروبي هو التأكد من أن هذه المنطقة «محمية في شكل جيد من التحول السريع في البيئة الجيوسياسية في الخليج»، والذي وصفه بأنه «اللعبة الأكثر خطورة». وحذّر روندوس، كذلك، من أنْ تُفاقِم الأزمة الخليجية التوترات بين دول شرق أفريقيا، «والتي تعمل معاً على جهود لحلّ الأزمات الإقليمية، لا سيما الحروب في جنوب السودان وبوروندي».