وسط حراك يقوده رُعاة اتفاق «خفض التصعيد» في الجنوب السوري، لبحث مصير وقف إطلاق النار هناك، خاصة في ضوء التصعيد الإسرائيلي تجاه إيران، تستمر تعزيزات عسكرية بالوصول إلى نقاط الجيش على خطوط التماس في ريفي درعا والقنيطرة. القوات التي شاركت في معارك بيت جن ومحيطها وبعدها في معارك الغوطة الشرقية، تحركت جنوباً تحضيراً لعمل عسكري مرتقب، فيما تعمل روسيا مع كل من الولايات المتحدة والأردن، وتتواصل مع الجانب الإسرائيلي، في محاولة لضبط إيقاع تلك الجبهة ومنع انزلاق أي تحرّك عسكري مفترض نحو مواجهة إقليمية. وأكدت موسكو ترحيبها بعقد لقاء ثلاثي، يجمعها والأردن والولايات المتحدة، لبحث ملف الجنوب السوري، ولفت نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف، إلى أن «الاتصالات مستمرة» بين الأطراف الثلاثة بهذا الشأن. النشاط الدولي بشأن «التهدئة» يترافق مع حراك إسرائيلي منتظر في موسكو على المستوى العسكري، وتصعيد في تصريحات المسؤولين ضد الوجود الإيراني في سوريا، وخاصة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي بات يكرر في تصريحاته ضرورة «خروج إيران من كامل الأراضي السورية» وليس فقط من المناطق الجنوبية.
تتلقى «فصائل الجنوب» طمأنات أميركية ــ أردنية بشأن «التهدئة»

وبمعزل عن نتيجة المشاورات التي تدور حول «هدنة الجنوب»، فإن حصيلة التهديد الأميركي والضغط الإسرائيلي على موسكو في مسألة الوجود الإيراني، تصب في خانة السعي الأميركي لتفكيك التفاهمات الثنائية الروسية ــ الإيرانية (والثلاثية مع تركيا). وبرغم القبول الروسي المعلن بضرورة سحب جميع القوات «غير السورية» من الجنوب، وسّعت إسرائيل قوس مطالبها ليشمل كامل الأراضي السورية. ومن اللافت أن التصريح الروسي الأخير بهذا الشأن، وإن أكد ضرورة حفظ التهدئة، إلا أنه لا يتعارض مع تحرك قوات سورية على جبهات الجنوب، وهو ما ينتظر أن يحصل خلال الفترة المقبلة. وبينما تؤكد أوساط إعلامية أردنية أن الحكومة تلقت طمأنات من روسيا بالعمل على إبقاء اتفاق «خفض التصعيد»، نقلت وكالة «رويترز» عن قادة الفصائل المسلحة العاملة في الجنوب، تلقيهم طمأنات أيضاً، من الولايات المتحدة والأردن، بأن المنطقة الجنوبية «تخضع لاتفاق وقف إطلاق النار».
وفي موازاة تلك التطورات، بحث الرئيسان، التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي، تطورات الملف السوري، إلى جانب عدد من الملفات المشتركة. وتركز النقاش على تأكيد وحدة الأراضي السورية وضرورة البناء على «نجاحات» مسار أستانا لدعم «التسوية السياسية»، فيما أكد أردوغان وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» ضرورة ألا تشمل العملية السياسية المجموعات الخاضعة لسيطرة «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، وألا تتحول سوريا إلى ساحة صراع بين إيران وإسرائيل.