احتل الحديث عن العمليات العسكرية المحتملة في المنطقة الجنوبية واجهة المشهد السوري، خصوصاً في ضوء التهديد الذي حمله بيان وزارة الخارجية الأميركية (ليل الجمعة) باتخاذ «إجراءات صارمة ومناسبة» رداً على أي «انتهاك» لمنطقة «تخفيض التصعيد» التي أُقّرت بالتنسيق بين واشنطن وموسكو وعمّان. وبالتوازي كانت دمشق، التي أكدت في غير مناسبة سعيها المستمر لتحرير كامل الأراضي السورية إما بالمصالحات أو بالعمليات العسكرية، تمضي في خطوة جديدة ضمن مسار «التسوية» في سوتشي، عبر تسليم أسماء أعضاء «اللجنة الدستورية» ممن «تدعمهم الحكومة السورية». وعلى رغم التصريح المقتضب الذي نقلته وكالة «سانا» عن مصدر في وزارة الخارجية، فقد كان لافتاً ضمنه أنه تم تسليم القائمة إلى سفارتي روسيا وإيران في دمشق، إلى جانب التلميح إلى أن أعضاء الوفد ليسوا ممثلين عن الحكومة، ولكنهم مدعومون من قبلها.وبينما لم يخرج أي تصريح لافت حول مصير المنطقة الجنوبية من سوريا، من الجانب الروسي، فإن اللقاءات التي تستهدف عقد مصالحات محلية في عدد من بلدات ريف درعا لا تزال مستمرة، ومن المتوقع أن تساعد هذه المحادثات ــ إن نجحت ــ في تحجيم رقعة المعارك المرتقبة هناك، بخاصة أن قنوات التفاوض مع معظم مناطق الريف الشرقي كانت مفتوحة في وقت سابق، بتنسيق مع الجانب الأردني، لا سيما في المنطقة المحيطة بمعبر نصيب/ جابر الحدودي.
وفي سياق منفصل، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل 4 من «المستشارين» العسكريين العاملين ضمن قواتها، خلال هجوم استهدف إحدى نقاط الجيش السوري في محافظة دير الزور. وقال بيان للوزارة إن الهجوم انتهى بمقتل 43 من المسلحين المهاجمين وتدمير 6 آليات مجهزة بأسلحة ثقيلة.