كشف قائد «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) في قطاع غزة، يحيى السنوار، عن وساطات لوقف مسيرة العودة الكبرى التي من المقرر أن تنطلق في الخامس عشر من الشهر الجاري، وكانت قد بدأت فعالياتها في الثلاثين من آذار الماضي. وقال السنوار، الذي نفت حركته سابقاً تلقي عروض بصورة رسمية، إن «من يظن أنها ثورة جياع أو محاصرين فهو واهم... اليوم، وكما فعل شعبنا في كل مرة، يتدخل الشباب والشابات ليعيدوا التوازن للقضية الفلسطينية وإعادتها إلى مربعها الأصيل».السنوار تحدث بعد اجتماعه بعدد من قادة الفصائل في غزة، وأشاد خلال لقائه مع نخب شبابية وإعلاميين أمس، بـ«الشباب الذين حوصروا في غزة على مدار 11 عاماً (لكنهم) صنعوا العجائب بمسيرات العودة خلال الأسابيع الماضية وسيصنعونها في الأيام المقبلة». لكنه أقر بأن «القضية الفلسطينية تعيش اليوم حالة من التعقيد والتأزم... شعبنا يثبت للعالم كله أن شبابنا على مستوى وعي كبير للحفاظ على حقوقه الوطنية».
وبالنسبة إلى رؤية الحركة في شأن المسيرات، قال قائد «حماس» في غزة إن الشعب الفلسطيني «أربك الاحتلال الإسرائيلي، وفرض قضيته على الطاولة بقوة، وأحدث حالة من الجدل الكبير داخل مؤسسات الاحتلال... الفصائل تراهن على شعبنا أننا سنفرض أنفسنا على طاولة العالم وأنه لا أحد يستطيع أن يفرض علينا ما لا نريد أو لا نقبل ما لا ينسجم مع ثوابتنا وأهدافنا الوطنية»، مستدركاً: «بعض الوسطاء جاؤوا قبل 30 آذار وبعده... فقلنا لهم إن نمراً مفترساً في قطاع غزة حاصروه 11 عاماً حاولوا إذلاله وقهره، وهو انطلق وسيفتك بكل من حاصره وضيّق عليه وحاول إذلاله، قلنا إننا في حماس والفصائل سنكون جنباً إلى جنب مع هذا النمر».
وتابع السنوار: «أمامنا أيام فاصلة حتى 15 مايو (أيار) المقبل الذي تجتمع فيه ذكرى النكبة مع إجراءات نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس... نريد إطلاق هذا النمر بأقصى ما نستطيع في كل الاتجاهات لنثبت للكون أجمع أننا كفلسطينيين لا يمكن أن نقبل المهانة والذلة ونفضل أن نموت شهداء لا أن نموت ذلاً وقهراً»، مكملاً: «لن نسمح للتنازل عن حق العودة ولن نفرط بالقدس وبحقنا بحياة كريمة في قطاع غزة وأن يكسر عنا الحصار إلى غير رجعة».
اجتمعت قيادة الفصائل الأساسية الثلاثة في غزة لبحث الاستعدادات لـ15 أيار


في الإطار، ناقش اللقاء الاستعدادات لـ«مليونية العودة» التي من المقرر انطلاقها يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين ضمن فعاليات «مسيرة العودة وكسر الحصار». وشارك في اللقاء إلى جانب السنوار، القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» جميل عليان، والقيادي في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» جميل مزهر. وعن أهداف اللقاء، قال المتحدث باسم «حماس» حازم قاسم، إن «هذا اللقاء يجمع قيادات حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، ويستهدف فئة الشباب بغزة خاصة لكونهم العمود الفقري للحراك الشعبي، وهم القادرون على تحقيق أهداف المسيرة».
ومنذ نهاية آذار يتجمهر آلاف الفلسطينيين في خمسة مواقع قرب السياج الفاصل على حدود غزة، لكن من المتوقع أن تتوسع هذه النقاط خلال الأيام المقبلة وكذلك الأعداد. في هذا السياق، كشفت «الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار» عن جانب من تجهيزاتها للفعاليات الكبرى المقبلة. وقالت مصادر في الهيئة إنه سوف ترسل رسائل عبر الهواتف للدعوة للمشاركة في الفعاليات، فضلاً على رسائل خطية. بجانب ذلك، من المقرر أن تتوقف حركة السير لمدة خمس دقائق عند الساعة 12 من ظهر الأحد المقبل للتأكيد والبدء بالضخ والتعبئة والتحشيد، كما سيشهد اليوم نفسه «تكثيف المناداة في جميع المساجد وسيارات الإذاعة المحمولة».
من جانب آخر، أعلنت «اللجنة الوطنية للدفاع عن حق العودة» في الضفة برنامج فعاليات الذكرى الـ70 للنكبة تحت شعار «من جيل لجيل عن العودة والقدس ما فيه بديل»، وذلك خلال مؤتمر للجنة عقد أمس في رام الله، وأعلنت خلاله انطلاق مسيرة مركزية في مدينة رام الله في الرابع عشر من الشهر الجاري. وأكد رئيس اللجنة محمد عليان أن فعاليات إحياء ذكرى النكبة «تأتي استكمالاً للفعاليات التي انطلقت في 30 آذار الماضي»، مطالباً وزارة الخارجية بأمر السفارات تنظيم فعاليات في هذه الذكرى بالتزامن مع نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أن الإحصائية التراكمية لاعتداءات الاحتلال بحق المشاركين في المسيرات منذ 30 آذار حتى اللحظة هي 47 شهيداً و8536 إصابة بجروح مختلفة واختناق بالغاز.