موقف السعودية من فلسطين لم يعد سراً. المواقف تعلن بلا خجل وتسرّب بلا حرج، وما لا يصدر عن المسؤولين السعوديين مباشرة، تتكفّل إسرائيل بنشره. أحد أهم أهداف تل أبيب من النشر ليس تسجيل الموقف السعودي المتناغم مع مصالحها، بل الحثّ على المزيد من التطبيع والعلنية التي ما زال البعض في المملكة يطلب تأجيلها.كشفت القناة العاشرة العبرية، أمس، ما وصفته بـ«الانتقاد الشديد اللهجة» لزعيم دولة عربية للفلسطينيين، والذي يعدّ مفاجأة وأيضاً «شجاعة». الزعيم العربي هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومكان الانتقاد هو مدينة نيويورك، أما مناسبة الانتقاد فهو لقاء خاص مع ممثلين عن منظمات يهودية في الولايات المتحدة.
«الكلام الرائع»، وهو الوصف الذي أطلقته القناة على كلام ابن سلمان، جاء على الشكل الآتي: «القيادة الفلسطينية رفضت كل اقتراح عرض عليها. حان الوقت ليوافق الفلسطينيون على الاقتراحات التي تطرح أمامهم، وعليهم أن يوافقوا على الجلوس إلى طاولة التفاوض، وإن لم يفعلوا ذلك فعليهم أن يخرسوا ويكفّوا عن الشكوى».
وأضاف ولي العهد أن القضية الفلسطينية ليست على رأس سلّم أولويات المملكة ولا الرأي العام السعودي، هناك مواضيع أكثر أهمية للمعالجة، مثل إيران.
وتؤكد القناة أن تفاصيل اللقاء وردت إلى القنصلية الإسرائيلية في مدينة نيويورك عبر رسالة سرّية لدبلوماسي إسرائيلي. وتقاطع مضمون الرسالة مع كلام لثلاثة مصادر شاركت في اللقاء، وتحدثوا مع القناة عمّا جرى وعن أقوال ابن سلمان. وبحسب أحد المصادر: «كل من كان في الغرفة، حيث تحدث ولي العهد، كان مصدوماً ممّا سمع». وأكد المصدر أيضاً أنه بالمعنى الحرفي للكلمة، بعض من سمع أقواله سقط بالفعل عن كرسيه.
وكان وزير الأمن أفيغدور ليبرمان قد أكد، في مقابلة مع موقع «ايلاف» السعودي، وجود تنسيق بين إسرائيل والدول العربية، لافتاً إلى أن هناك حواراً وإصغاءً عربياً لآراء إسرائيل، مع التأكيد أن معظم القضايا الرئيسية بين الجانبين قد جرى التوصل إلى تفاهمات حولها. وطلب ليبرمان من قادة الدول العربية أن يتحلّوا بالشجاعة التي أبداها الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وأن يُخرجوا العلاقة مع إسرائيل إلى العلن، ويزوروها، حيث هم مرحّب بهم.