تمكّنت «أنصار الله» من تحقيق تقدم باتجاه مدينة حيس
عمل الرياض وأبو ظبي المتواصل على تحسين صورة ما تسمى «المحافظات المحررة»، و«غربلة» بنية «الشرعية» بما يجعلها أكثر اتساقاً وقابلية للقتال بروحية عالية، يتتابع في مدينة عدن التي وصلها رئيس حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر، ووزراؤه قبل أيام. وتتجلى ماهية تلك المساعي، بوضوح، في ما خلص إليه اجتماع انعقد أمس في المدينة، بين بن دغر وأعضاء اللجنة العسكرية والأمنية. إذ شدد بن دغر، خلال الاجتماع، على ضرورة «تجاوز خلافات الماضي، والعمل بصورة مشتركة لمواجهة عدونا»، لافتاً إلى أن ثمة توجهاً لإنشاء «غرفة عمليات مشتركة لتبادل المعلومات الاستخباراتية»، فضلاً عن «إيجاد خطة أمنية شاملة لتأمين المحافظات ومديرياتها، وإيجاد مناطق خضراء». وفي موازاة تلك الخطط الأمنية، التي تكتسب دلالة إضافية من كونها تأتي في أعقاب إلغاء المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، زيارة له كانت مقررة إلى عدن بسبب «الأوضاع الأمنية في المدينة»، يتواصل العمل على خطط عسكرية تستهدف مختلف الجبهات على الساحل والحدود وفي الوسط. لكن هذه الأخيرة لا تلقى إجماعاً لدى القيادات والقوات الموالية لـ«التحالف»، وهو ما يصعّب مهمة ترجمتها على الأرض، خصوصاً أن «أنصار الله» تحاول الاستفادة من هذا الوضع، واستباق أي تصعيد محتمل بعمليات مضادة لا تزال تنهك التشكيلات التابعة للسعودية والإمارات. وتَظهر الخلافات، أكثر ما تظهر، في محافظة تعز، التي أفيد قبل أيام عن أن طارق صالح وضباطه وجنوده وصلوا مدينة المخا الواقعة غربيّها، حيث تهيّئ لهم أبو ظبي منصة انطلاق لقيادة عمليات الساحل الغربي.
وشهدت المحافظة، خلال الأيام القليلة الماضية، سلسلة تحركات دعت إليها حركات ومكوّنات موالية لـ«الإصلاح»، رفضاً لـ«تواجد أي قوات لطارق صالح». تحركاتٌ أثارت ردود فعل ساخطة على ضفة الشخصيات والقوى المحسوبة على الإمارات، خصوصاً منها محافظ تعز، أمين محمود، الذي وصف المتظاهرين بأنهم «طابور خامس يعمل على إشعال الحرائق والفتن»، في حين استغربت قيادات «مؤتمرية» من «الجناح الإماراتي» خروج مسيرة ضد الرجل، قائلة إن «طارق يعلم أن تحرير تعز لا يحكمه الخيار العسكري»، وإن «هدفه أكبر من ذلك وفي مكان آخر». وهو ما استدعى حلقة جديدة من المواقف «الإصلاحية» المضادة، التي توعّدت بـ«إسقاط أي مشروع» من شأنه «إعادة خصوم الثورة والشرعية»، في تهديد رأى فيه البعض نذيراً بتكرار سيناريو مواجهات عدن الأخيرة في تعز، مع فارق أن «الإصلاح» لا يزال، بحسب هؤلاء، «رقماً صعباً يعسر تجاوزه في تعز».
في ظل تلك الانقسامات، تعمل «أنصار الله» على استغلال التضعضع في صفوف قوات «التحالف» لصالحها، عبر اتخاذ موقع هجومي على غير جبهة، بهدف استعادة ما كانت خسرته سابقاً، وعرقلة أي عمليات يخطط «التحالف» لإطلاقها ضدها. وتمكن الجيش واللجان، أول من أمس، من تحقيق تقدم باتجاه مدينة حيس غربي الحديدة. وبحسب مصادر ميدانية، فإن الجيش واللجان باتا يحاصران المدينة من عدد من الاتجاهات. ويوم أمس، أفيد عن هجمات واسعة شنتها القوات اليمنية المشتركة على مواقع التشكيلات التابعة لـ«التحالف» في عدة محاور في محافظة الجوف، في وقت أعلنت فيه القوة الصاروخية في الجيش واللجان استهداف القوات الموالية للسعودية في صحراء البقع، قبالة منطقة نجران، بصاروخ باليستي من نوع «زلزال 2».