يدخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ليل الغد، فيما من المفترض أن يكون تهدئة شاملة لا هدنة شبيهة بالتجارب التي سبقت خلال عامٍ من الحرب السعودية على اليمن. وعلى غرار التهدئة التي شهدتها المناطق الحدودية بين البلدين، ما خلا بعض الخروقات، من المقرر أن تهدأ المعارك على الجبهات الداخلية، مع تساؤلات متعلّقة بالجبهات التي ينشط فيها مقاتلو تنظيم «القاعدة»، ولا سيما جنوباً، وإذا ما كانت التهدئة ستشمل المواجهات التي يشاركون فيها.
وبمعزل عن جدّية وقف النار الشامل وتماسك جميع الجبهات الداخلية في المحافظات الشمالية، سبق التهدئة المنتظرة تصعيد عسكري كبير، في محاولةٍ أخيرة لتعديل التوازنات العسكرية، ولا سيما في تعز ومأرب، حيث لا تزال قوات التحالف السعودي ومسلحوها متعثرين وعاجزين عن التقدم.
وقبل نحو 48 ساعة من سريان التهدئة، شن طيران «التحالف» غارتين على مديرية الوازعية في تعز، قتل على اثرها عشرة أشخاص وأصيب آخرون. وقالت مصادر ميدانية إن الضحايا المستهدفين، الذين كانوا يستقلون سيارة، كانوا يحاولون النزوح إلى منطقة مجاورة بعد اشتداد الغارات على مناطق الوازعية. كذلك، شنّ الطيران غارة على شارع الستين في مديرية التعزية، وغارتين غرب مثلث الأحيوق.
وفي مأرب، تصدى الجيش و«اللجان الشعبية» لهجومٍ كبير على جبل الأشقري ووادي الملح في مديرية صرواح، ما أدى إلى مقتل 35 مقاتلاً. وكان طيران «التحالف» قد كثّف غاراته على صرواح دعماً للهجوم. كذلك، شهدت صنعاء أمس، غارتين جويتين على منطقتي الصباحة والحفا. واستهدفت القوة الصاروخية للجيش و»اللجان الشعبية» تجمعات للمسلحين في منطقة كوفل.
وفي الجنوب، هزّ انفجار مديرية المنصورة في عدن، في وقت شهد فيه حي البساتين في منطقة دار سعد اشتباكات عنيفة. أما مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، فقد شهدت أيضاً مواجهات مسلحة بالتزامن مع شنّ الطيران عدد من الغارات على المدينة.
وتمكن الجيش و«اللجان الشعبية» أمس من التصدي لهجمات للمجموعات المسلحة على مناطق في محافظتي البيضاء وشبوة. وقتل عشرات المسلحين خلال محاولة التقدم باتجاه مديرية الزاهر في البيضاء، في وقت فشل فيه هجوم آخر للمسلحين باتجاه مديرية عسيلان في شبوة.
(الأخبار)