سيطر الجيش السوري على كتل المعامل من الجهة الشرقية لمخيم حندرات في ريف حلب الشمال بما يكفل تأمين محيط تل المضافة، وسط تغطية نارية من المدفعية التي استهدفت تجمعات مسلحي «النصرة» و«حركة نور الدين زنكي» في المخيم. التقدم يأتي بعد أيام من خرق الفصائل المسلحة للهدنة في ريف حلب الجنوبي، وفي إطار وعود الجيش بمفاجآت قريبة، كرد على هذا الخرق. مصادر ميدانية لفتت إلى أن إمكان السيطرة على مخيم حندرات يعطي القوات السورية القدرة على قطع خطوط إمداد «النصرة» مع أحياء المدينة، في ظل استمرار التنظيم «القاعدي» بشن الهجمات على حي الشيخ مقصود، عبر مخيم حندرات. وذكرت المصادر أن الاستهدافات المتواصلة طاولت طريق الكاستيلو، لقطع إمدادات «النصرة» بين الريف والمدينة. وتضيف المصادر أن الساعات الأولى للعملية العسكرية بدأت بواسطة قوات الاقتحام من دون أي إسناد ناري جوي، لتندلع الاشتباكات المباشرة ويلتحق سلاحا الجو والمدفعية بالعملية عبر قصف شديد. يأتي ذلك بالتزامن مع تجدد الاشتباكات العنيفة بين الفصائل المسلحة وتنظيم «داعش» في القرى الحدودية في الريف الشمالي، ما أدى إلى خسارة الأخير قريتي هضبات وملا يعقوب المجاورتين لبلدة الراعي التي سقطت أيضاً أول من أمس، وسط معلومات عن إعلان فصائل «الحر» الإعداد لعملية عسكرية واسعة للسيطرة على مدينة الباب في الريف الشرقي.
وسائل إعلام مقربة من «الحر» أكدت أن بلدة الراعي ستكون منطلقاً لـ«تحرير ريف حلب من سيطرة التنظيم»، فيما لا تنسق الفصائل التي سيطرت على البلدة مع «التحالف الدولي»، بحسب تصريح اسماعيل الأحوازي، أحد مسؤولي «الحر»، بل يقتصر التنسيق على تركيا التي توفر للمقاتلين دعماً عسكرياً ولوجستياً في الحرب المفتوحة مع تنظيم «داعش» في سوريا، على حد تعبيره.
وفي سياق آخر، وبعد أيام من الغموض الذي اكتنف وضعهم، انكشف مصير عمال معمل اسمنت البادية الذي اختطفهم «داعش» في محيط مدينة الضمير في القلمون الشرقي، وسط تضارب الأنباء حول مصير بعضهم.
وبقي مصير العمال غامضاً إلى أن أفرج عناصر التنظيم عن 110 منهم بعد التحقيق معهم في منطقة البلوكسات الواقعة في تل دكوة، فيما تشير المعلومات إلى وصول 70 آخرين من المختطفين المفرج عنهم إلى مطار الضمير العسكري، بعد اختطافهم من المعمل الذي يبعد عن العاصمة دمشق 40 كلم شمالاً. مصادر متابعة ذكرت أن مصير 30 من المختطفين مجهول بسبب اتهام عناصر التنظيم لهم بالانتماء إلى «اللجان الشعبية» في الضمير، بينما تؤكد المصادر ما تناولته وسائل إعلام مؤيدة لـ«داعش» عن إعدام 4 من العمال ذبحاً أمام زملائهم خلال التحقيق معهم، وذلك على خلفيات طائفية. مصدر من لجان المصالحة أكد إعدام التنظيم لـ20 آخرين من العمال، على خلفية انتمائهم إلى «اللجان الشعبية».