بعد 24 ساعة على المناورة «الدفاعية» التي أعلنت إجراءها «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، انتهت إجراءات المناورة ظهر أمس، ببيان للمتحدث باسم «القسام»، أبو عبيدة، معلناً فيه «أننا على استعداد أن تكون عوناً وسنداً لكل المخلصين من أبناء أمتنا في كافة الجبهات الواقعة تحت تهديد العدو المجرم»، ومحذراً في الوقت نفسه العدو الإسرائيلي من «ارتكاب أي حماقة بحق الشعب الفلسطيني... ردّنا على أيّ عدوان سيكون حاضراً، وسيدفع العدو ثمنه غالياً».المناورة تابعتها إسرائيل بعين فاحصة، لكن أكثر ما شغلها هو تشغيل منظومة «القبة الحديدية» الدفاعية بـ«الخطأ»، بسبب إطلاق رصاص من المضادات الجوية والرشاشات الثقيلة، فيما قالت وسائل إعلام عبرية إن الخلل تمثل في إطلاق «القبة» 20 صاروخاً سعر كل واحد منها نحو 100 ألف دولار، فضلاً عن القلق الذي تسبّبت فيه داخل المستوطنات، وهو ما استدعى تحقيقاً تقنياً، تبع تحقيقاً آخر في حادثة سابقة على حدود غزة (راجع عدد أمس).
أبو عبيدة قال في المؤتمر إن «سياسة الترهيب والحصار والتركيع لن تثني شعبنا عن ممارسة حقه، ولن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تسلب شعبنا حقوقه»، مشدداً على أن «المقاومة التي تحمل على كاهلها هم تحرير الأرض والمقدسات تواصل عملها ليل نهار جهاداً وإعداداً واستعداداً، في ظل عدوّ متربص لا يرقب في شعبنا إلّاً ولا ذمة». وعن المناورة، قال إنها «حاكت تصدي القسام لهجمات للعدو على محاور مختلفة من قطاع غزة، وفق الخطة المعدة مسبقاً للدفاع عن المناطق... المناورات تضمنت سيناريوهات مختلفة، منها الدفاع عن المناطق الحيوية والتصدي لعمليات الإنزال، وعمليات الإغارة على القوات المعادية في مناطق التأمين»، مؤكداً أن «المناورات أظهرت مدى الجهوزية والكفاءة العالية لدى المجاهدين وسرعة الاستجابة والاستعداد القتالي ومستوى التنسيق بين مستوى الصنوف».
في غضون ذلك، شاركت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة نظيرتها في غزة بالدعوة إلى «المشاركة الواسعة لأبناء شعبنا في كل أماكن وجوده، في يوم الأرض، الجمعة 30/3»، وأن يكون «يوم تصعيدي ميداني». كذلك طالبت خلال اجتماع في رام الله بـ«تفعيل كل الفعاليات الجماهيرية والإسناد للأسرى في زنازين الاحتلال، التي ستنطلق في 17 نيسان بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني والعربي».
للمرة الأولى يُسمح بذبح «قربان الفصح اليهودي» قريباً من الأقصى


يأتي ذلك في وقت عُقدت فيه في المناطق الحدودية جلسة استثنائية لكتلة «حماس» البرلمانية بمشاركة نواب آخرين مقرّبين من القيادي المفصول من حركة «فتح» محمد دحلان، وممثلين عن «الهيئة التنسيقية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار». ودعا النواب إلى التحشيد لمسيرات العودة التي «تمثّلُ رداً شعبياً فلسطينياً على صفقة القرن، وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بإعلان مدينة القدس عاصمة للاحتلال، وذلك كخطوة عملية لمواجهة مسلسل تصفية القضية الفلسطينية التي تتسارع في ظل تواطؤ دولي وإقليمي». كذلك قالوا إنهم أرسلوا أول من أمس «رسائل عاجلة إلى رؤساء البرلمانات العربية والإسلامية والدولية والجامعة العربية، ورئيس المجلس الوطني ومنظمة التعاون الإسلامية»، دعتهم إلى توفير الحماية والغطاء السياسي والإعلامي والمعنوي لتلك المسيرات.
على الصعيد السياسي أيضاً، بحث وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان، أمس، آخر التطورات في عملية التسوية، وذلك خلال استقبال المالكي للوزير الفرنسي ووفده المرافق في رام الله. وشكر المالكي باريس على «مواقفها الداعمة لفلسطين في المحافل الدولية، وتصويتها للقرارات الدولية ذات العلاقة بالقضايا المصيرية التي من شأنها تحقيق العدل والسلام». أما لودريان، فقال إن بلاده لا تزال على مواقفها الثابتة الداعمة لحل الدولتين وأن القدس عاصمة لدولتين، وأنها تعارض أي حلول أحادية الطرف، مشدداً على «وجوب العودة إلى طاولة المفاوضات بوصفها السبيل الوحيد للوصول لحل سلمي قابل للحياة والاستمرار».
من جهة ثانية، قال منسّق الأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، إن «الأمم المتحدة لن تعترف بأي تغيير يطرأ على حدود 4 حزيران 1967 بما فيها القدس» المحتلة. وحذر ملادينوف، في إفادة قدمها أمام مجلس الأمن الدولي، من أن «استمرار الأنشطة الاستيطانية يهدد آفاق حل الدولتين والسلام في الشرق الأوسط... قضايا الحل النهائي يجب حلها بناءً على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والاتفاقات الثنائية والقانون الدولي».
ميدانياً، وللمرة الأولى في تاريخ احتلال القدس، سمحت شرطة العدو أمس لجماعة «أمناء جبل الهيكل» المتطرفة بتنفيذ «ذبح قربان عيد الفصح اليهودي» قريباً من مداخل المسجد الأقصى. وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن «الجماعة اعتادت في السنوات الماضية ذبح القربان بعيداً عن مداخل الأقصى، لكنها اقتربت هذا العام من المسجد... فيما يسمى الحديقة الأثرية، وهي أقرب نقطة من الأقصى من الجهة الجنوبية».
إلى ذلك، أعلنت سلطات الاحتلال «فرض إغلاق شامل على الأراضي الفلسطينية» لمدة 8 أيام بحجة عيد «الفصح» العبري، وذلك اعتباراً من منتصف ليلة الخميس المقبل حتى ليلة السابع من الشهر المقبل. واستبقت قوات الاحتلال العيد العبري بفرض حصار عسكري وإجراءات أمنية مشدّدة في القدس، كما عززت انتشار دورياتها الراجلة داخل البلدة القديمة والطرقات المؤدية إلى باحة حائط البراق (الجدار الغربي للأقصى).